logo-img
السیاسات و الشروط
بدون اسم ( 31 سنة ) - العراق
منذ شهرين

معنى الآية المباركة

اريد شرح للايه المباركه ( وافوض امري الى الله ان بصير بالعباد) مالمعنى وكيف يكون التفويض


أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، معنى قوله تعالى: ﴿وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد﴾ (غافر: ٤٤). فسّر الراغب الأصفهاني في مفرداته معنى "التفويض" بأنه يعني التوكل، غير أن "تفويض الأمر إلى الله" لا يعني أن يترك الإنسان السعي والعمل، أو أن يتقاعس عن أداء واجباته ويتخلى عن الجد والاجتهاد؛ فهذا فهم محرّف لمعنى التفويض. بل التفويض الصحيح يقتضي أن يبذل الإنسان جهده الكامل، ولا يتوقف أمام الصعاب أو ينسحب عند مواجهة التحديات، بل عليه أن يستمر بالعزم والثبات، ثم يسلّم النتيجة وأمره كله إلى الله، مطمئنًّا أن الله بصير بعباده، لا يضيع سعيهم، ولا يخيب من وثق به. ورغم أن "التفويض" يشبه "التوكل" من حيث الجوهر، إلا أن التفويض أعلى مرتبة من التوكل، فـ: التوكل: هو أن يجعل الإنسان الله وكيلاً عنه، لكنه قد يبقى متابعًا للأمور. أما التفويض: فهو التسليم الكامل لله تعالى، بلا أي تدخّل أو إشراف بعد ذلك، كما يفعل من يسلّم الأمر كلّه لمن يثق به تمام الثقة. وهذا ما فعله مؤمن آل فرعون عندما واجه الطغيان، فبعد أن قدّم النصح وواجه الظلم، ختم موقفه بقوله: ﴿وأفوض أمري إلى الله﴾، وكأنّه يقول: قد فعلت ما بوسعي، والآن أترك أمري إلى من لا تضيع عنده الحقوق، ولا تغيب عنه خفايا الأمور، لأنه ﴿بصير بالعباد﴾. [تفسير الأمثل، الشيخ مكارم الشيرازي، ج١٥، ص٢٠٢، (بتصرف)]. ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه.