logo-img
السیاسات و الشروط
زينب ( 31 سنة ) - العراق
منذ شهر

شعور الإحباط في العلاقات الأسرية

السلام عليكم ورحمه الله حضرة السيد راح اكتب بالعاميه واشرح ما في قلبي كون المجيب الوحيد لي عسى ولعل ينفع معي بشي والدي واكف بقسمتي ياهو يجيني يرفضه وما يقبل بي بدون سؤال عن دينه وأخلاقه واصله وفصله وانا هالموضوع زعاجني كلش وشلت غيض بداخلي ع ابوي عمري وصل. ٣١ وبحاجة لزواج لان تعبت واني شايلة مسؤؤليتهم .وبهاي الحاله صار ماعندي كلام وياه مجرد سلام فقط سبحت نفسي من كلشي لا انطي اكل ولا اقوم له باي شغله يطلبها امي وزوجة اخي هم يلبون له احتياجاته .. وسبب وصولنا لهاي انو هو ما يكسبنا ولا يقربنا منه ٢٤ ساعه عصبي وماكو فد كلمه طيبه منه ابد فاني اريد حكمكم الشرعي بخصوص هالشي هل حرام عليه هالتصرف .وما الحل معه 💔😭


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ابنتي الكريمة، اعلمي ،أنَّ ما تمرين به هو اختبارٌ لصبركِ وحكمتكِ، والحلول لا تأتي من رحم الغضب والقطيعة، بل من رحاب السكينة والبرّ. فلننظر إلى الأمر من زاويتين مختلفتين كي تتضح الصورة. الزاوية الأولى تتعلق بواجبكِ تجاه والدكِ، والزاوية الثانية تتعلق بفعله هو. أما عن سلوككِ اتجاه والدكِ بالامتناع عن خدمته والتحدث معه إلا بالسلام، فهذا، يا ابنتي، بابٌ لا ينبغي لكِ أن تلجيه مهما كانت الأسباب. إن حق الوالد الذي فرضه الله تعالى ليس مشروطًا بإحسانه إليكِ أو بلطفه معكِ. حقه ثابتٌ بأصل الأبوة، وتقصيره في جانب لا يبرر لكِ التقصير في واجب البرّ والإحسان ، يقول تعالى في كتابه الكريم عن الوالدين: ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )(١) فإذا كان الله قد أمر بمصاحبتهما بالمعروف حتى في حال الشرك، فكيف بما هو دون ذلك؟ إن امتناعكِ عن خدمته، حتى مع وجود من يقوم بها، يزرع في نفسكِ القسوة ويغلق عليكِ أبواب الرحمة والتوفيق ، فالغيظ الذي تكنّينه له يؤذيكِ أنتِ أولاً، ويحجب عنكِ صفاء الروح ، ويدخلك في خانة العقوق ومخالفة الامر الإلهي بوجوب البر . وأما فعل والدكِ برفضه الخُطّاب دون مسوّغ شرعي أو سبب منطقي، فهو أمرٌ لا يقره الشرع ولا العقل ، إنَّ الولاية التي جعلها الله له عليكِ هي ولاية حفظ ورعاية، لا ولاية تحكّم وتعسّف ، ومنعه لكِ من الزواج من الكفؤ لكِ في دينه وخلقه هو نوع من الظلم وتضييع للأمانة. والحل، يا ابنتي، لا يكمن في المقاطعة والجفاء، بل يبدأ من داخلكِ أنتِ. الخطوة الأولى: هي أن تُطهّري قلبكِ من الغيظ تجاهه، عودي إلى برّ والدكِ وخدمته، وقدمي له ما يحتاجه بلينٍ ولطف، افعلي ذلك ليس من أجله هو، بل من أجل الله الذي أمركِ بهذا، افعليه كعبادةٍ تتقربين بها إلى ربكِ، وكبابٍ تفتحينه لنزول الفرج، إنَّ هذا الفعل، رغم صعوبته على النفس، هو مفتاح الحل، فقد يلين الله به قلبه القاسي، وإن لم يلن قلبه، فقد فتحتِ لنفسكِ بابًا عظيمًا من التوفيق الإلهي. الخطوة الثانية: بعد أن تُصلحي ما بينكِ وبين الله في معاملة أبيكِ، ابحثي في عائلتكم أو معارفكم عن شخص حكيم وذي وقار يحترمه والدكِ ويستمع إليه، كعمٍّ أو خالٍ أو رجل دين، واطلبي منه أن يكلم والدكِ بلين وحكمة، ويذكّره بواجبه تجاهكِ وبأن تأخير زواجكِ ليس في مصلحتكِ ولا يرضي الله. وفي الوقت نفسه، لا تتوقفي عن أعظم الأسلحة التي تملكينها وهو الدعاء في جوف الليل وفي أوقات الاستجابة، اسألي الله بقلبٍ منكسرٍ أن يهدِيَ قلب والدكِ، وأن يرزقكِ الزوج الصالح الذي يكون قرة عين لكِ. واذكرك ثانياً إنَّ طريقكِ إلى الفرج يمر عبر بوابة البرّ بوالدكِ، حتى وإن كان مخطئًا. أسأل الله أن يلين قلب والدكِ ويرزقكِ الزوج الصالح الذي تقر به عينكِ. ————— ١- سورة لقمان آية ١٥