السلام عليكم
انا اخاف جدا من الناس وخاصة عند الركوب في سيارة سائق تكسي او حافلة مع شخص اجنبي لأنها الوسيلة الوحيدة لدي لكي اذهب لعملي وليس لدي احد من اهلي يستطيع ان يوصلني وايضا تأتيني افكار وخوف من السائق واي شخص اجنبي ماذا افعل اريد ضمان لاكمل حياتي الصعبة دون خوف من احد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، إن ما تشعرين به هو أمر مفهوم في ظل الظروف التي تعيشينها، وهو يعكس حرصك على نفسك وكرامتك، وهذا أمر محمود في أصله.
ولكن من المهم أن لا يتحول هذا الحرص إلى قلق دائم يعطلك عن أداء واجباتك أو يثقل عليك حياتك.
وما ننصحك به هو أن تتوكلي على الله حق التوكل، وأن تحسني الظن به سبحانه،
فالله تعالى هو الحافظ والمعين، وإذا خرجتِ من بيتك بنية العمل الحلال واتبعتِ أسباب الحذر، فإن الله تعالى لن يضيعك أبداً.
واحرصي على اتخاذ الاحتياطات العملية: اختاري وسائل نقل معروفة وموثوقة قدر الإمكان، وأخبري أحداً من أهلك أو صديقاتك بمكانك ووقت خروجك ووصولك، واحتفظي بهاتفك مشحوناً وقريباً منك دائماً.
وإذا شعرتِ بأي قلق أثناء الطريق، استعيني بذكر الله في قلبك، وكوني يقِظة دون أن تظهري خوفك أو ارتباكك.
وتذكري أن معظم الناس في المجتمع يسعون لأرزاقهم مثلما أنتِ تسعين، وليس كل غريب مصدر تهديد.
ابنتي، وازني بين الحذر الطبيعي والثقة بالله تعالى، ولا تسمحي للأفكار السلبية أن تسيطر على قلبك أو تمنعك من أداء رسالتك في الحياة.
وينبغي عليك يا ابنتي الكريمة بأن تقرأي هذا الدعاء ليحفظكم من كل مكروه، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «من قال هذه الكلمات صبيحة يومه، لم يصبه سوء فيه ومن قالها في مساء ليلته لم يصبه سوء فيها:
"اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي (ومن شر قضاء السوء ومن شر كل ذي شر ومن شر الجن والإنس) ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم» (عدة الداعي، ص٢٥٦).
نسأل الله تعالى أن يحفظك من كل سوء ويطمئن قلبك وييسر أمرك، ودمتم في رعاية الله وحفظه.