أسباب عدم الحصول على الإعفاء العام بسبب المرض والغيرة
اني اغار من صديقتي لان طلعت اعفاء عام وشاطرة واني مطلعت اعفاء عام اني ثاني سنة ومطلعت اعفاء اني ضايجة اكول لو اني مبية شي جسمي ميأذيني لاظهري ولارجلية ولا اخاف جان طلعت اعفاء عام واني كلش ضايجة لان مطلعت اعفاء ومن جنت اداوم مريضة جسمي يأذيني واخاف. اني اضوج لان عشت سنة دراسية بهيج ظروف صعبة ابد ما ارتاحيت اروح للمدرسة تعبانة لا اكل لا اشرب لا اشارك بالصف ممرتاحة بأي شي واني اريد من اتزوج اجيب جهال اريدهم كلهم شاطرين ويطلعون اعفاء بس اخاف يعيشون مثلي يعني اني ضايجة لان عشت هيج واكو بنات طلعن اعفاء عام واني لا. اني افكر اكول شنو السبب اني مثلا لو مابية شي جان طلعت اعفاء عام! لان اني اريد بس مكدرت اطلع هذا المرض الصار بية وخلاني ممرتاحة وين ماروح وخصوصا بالمدرسة ومن ارجع ماكدر ادرس هذا حسد وسوة بية هيج لو بلاء لو السبب من عندي هيج صرت مريضة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، إن القيمة الحقيقية للإنسان لا تُقاس بشهادة إعفاء أو تفوق دراسي، فهذه وإن كانت أمراً مهماً في وقتها ولكنها تبقى مكتسبات دنيوية تزول وتتغير.
وقيمتك الحقيقية تكمن في جوهرك، في كيفية مواجهتك للمصاعب، وفي صبرك على ما يؤلمك.
لقد قضيتِ عامًا دراسيًا تذهبين إلى المدرسة رغم التعب، وتتحملين ما لا يطيقه الكثيرون.
هذا الصمود في وجه الشدة هو بحد ذاته نجاح وتفوق من نوع آخر، نجاح لا يُكتب في الشهادات، ولكنه يُنقش في صحيفة أعمالك عند الله، ويصقل روحك ويقويها.
إنك تسألين عن سبب ما حدث:
أحسد هو أم ابتلاء أم تقصير منك؟
يا ابنتي، إن البحث عن سبب واحد قد يشتت فكرك ويزيد من ألمك.
الأقدار الإلهية تتداخل فيها حِكَمٌ كثيرة قد تخفى علينا.
وقد يكون ما مررت به ابتلاءً يرفع من درجاتك ويطهّر نفسك،
فالمرض كفارة للذنوب وسبب لرحمة الله.
يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.
فاعتبري صبرك هذا بابًا لهذه البشرى.
أما الغيرة من صديقتك، فهي شعور طبيعي،
لكنها نار تحرق صاحبها أولًا.
إن مقارنة رحلتك برحلة الآخرين هو مصدر رئيسي للشقاء.
ولكل إنسان طريقه الخاص وامتحاناته الخاصة في هذه الحياة.
فطريق صديقتك كان ميسرًا في هذا الأمر، وهذا لطف من الله بها، وطريقك كان فيه مشقة، وهذا قد يكون لطفًا أعظم بك من حيث لا تعلمين، لأنه يربي فيك الصبر والعمق والبصيرة.
ولا تجعلي هذا الألم يمتد ليصنع قلقًا حول مستقبل أطفالك، بل على العكس، إن تجربتك هذه ستجعلك أمًا أكثر حكمة ورحمة وعطفًا.
ستكونين أقدر على فهم أبنائك إن واجهوا صعوبة ما، وستكونين لهم السند الذي ربما كنتِ تتمنينه لنفسك.
ابنتي، الآن، ركزي على ما هو بين يديك، واهتمي بصحتك الجسدية والنفسية، فهي أمانة عندك.
وابحثي عن أسباب الألم وعالجيه، واستعيني بالله ليهبك الطمأنينة والسكينة لتتغلبي على الخوف، فقيمتك ليست في إعفاءٍ فاتك، بل في روحٍ صمدت، وفي قلبٍ صبر، وفي نفسٍ تتطلع إلى الأفضل.
أسأل الله أن يمسح على قلبك بالسكينة ويفتح لك أبواب العافية والبصيرة.