logo-img
السیاسات و الشروط
هل صليت على محمد وآل محمد؟ ( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 أسابيع

استراتيجيات للتعامل معSibling صعب الفهم

السلام عليكم اني عندي اخوي صف اول متوسط كلش خبيث ومتعبني ومتعب اهلي هواي يضربني يوميه كفوف من الصبح لحد ما الله يهديه ويضرب بأي شي يشوفه يشتتني بالصلاه حاولت استخدم ويا الأساليب الي علمتوهه لكن هو يعاند ويستمر كلش تعبت ما جاي أهدأ وجاي احاول اتخلص من العصبيه بس ابدا ما جاي اكدر من ورا اخوي وهذا الشي كلش مضوجني لان صارلي فوك الشهر اعالج بروحي ما جاي اخلص من العصبيه فهل اعامله بالمثل إذا يضربني اضربه وهل الله يرضى عليه من اعصب على اخوي لو يعتبر غضب مذموم لان جاي يأذيني؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إن ما تمرين به ليس مجرد مشكلة سلوكية عابرة، بل هو اختبار لصبرك وحكمتك، وفرصة لترتقي بنفسك إلى منزلة أعلى من النضج الروحي. إن أول ما يجب أن تستحضريه في ذهنك هو أن رد الفعل بالمثل ليس حلاً على الإطلاق. المعاملة بالمثل في مثل هذه الحال لا تطفئ النار، بل تزيدها اشتعالاً، وتحوّل البيت من مساحة للسكينة إلى ساحة صراع وخسارة للجميع. وإن قوتك الحقيقية لا تكمن في القدرة على ردّ الصاع صاعين، بل في القدرة على ضبط النفس والترفع عن النزول إلى مستوى لا يليق بك. عندما يضربك أخوك، فهو يتصرف بمنطق طفولي غير ناضج، وردك عليه بالضرب يعني أنك قبلتِ بالنزول إلى منطق الطفولة ذاته، وهذا ليس من شأن الأخت الكبرى التي يُفترض أن تكون مصدراً للحكمة والاحتواء. وأما عن سؤالك حول غضبك، فمن المهم أن نفرّق بين أمرين: الشعور بالغضب، والتصرف بناءً على هذا الغضب. إن شعورك بالانزعاج والألم والغضب نتيجة الأذى هو أمر إنساني طبيعي، ولستِ محاسبة عليه. والله يعلم ما في الصدور وما تخفي الأنفس. لكن المحاسبة تقع على ما يصدر منكِ نتيجة هذا الغضب. فالغضب المذموم هو الذي يدفعكِ إلى الصراخ أو الشتم أو رد الأذى بأذى مثله. وأما جهادك المستمر ومحاولتك لكظم هذا الغيظ والسيطرة عليه، فهذا بحد ذاته عبادة عظيمة وعمل يرضي الله، حتى وإن لم تنجحي في كل مرة. وإن الله لا ينظر إلى النتيجة النهائية فحسب، بل يرى سعيك ومجاهدتك، وهذا هو ميدان الاختبار الحقيقي لك. ابنتي، إن سلوك أخيك، وهو في هذه المرحلة العمرية الحساسة، ليس على الأغلب نابعاً من خبث أصيل، بقدر ما هو تعبير مشوّه عن حاجة ما لم تُلبَّ، كالحاجة إلى الاهتمام، أو الشعور بالإهمال، أو ربما يمر هو الآخر بضغوط لا يعرف كيف يعبر عنها إلا بهذه الطريقة الخاطئة. والحل لا يكمن في مواجهته مباشرة، بل في تغيير قواعد اللعبة. وعندما يبدأ في إيذائك، لا تمنحيه رد الفعل الذي يتوقعه، وبدل الصراخ أو الاشتباك، اعتمدي الانسحاب الهادئ والحازم، واذهبي إلى غرفة أخرى وأغلقي الباب بهدوء. هذا الانسحاب ليس ضعفاً، بل هو رسالة ذكية مفادها: "أنا لن أشارك في هذه الفوضى". ومع تكرار هذا السلوك منكِ، سيفقد هو الدافع للاستمرار، لأن سلوكه لم يعد يحقق له ما يريد من إثارة أو تفاعل. وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون لوالديك دور أساسي وحاسم، فاجلسي معهما في وقت هدوء، وليس في ذروة غضبك، واشرحي لهما بعقلانية وهدوء كيف يؤثر هذا الوضع على استقرارك النفسي وعلى عبادتك. واطلبي منهما وضع حدود واضحة وحازمة لسلوك أخيك، فالمسؤولية التربوية تقع على عاتقهما أولاً. كما يجب حماية صلاتك، فهي حصنك ومصدر قوتك. اختاري مكاناً منفرداً للصلاة قدر الإمكان، وأخبري والديك أنك بحاجة إلى الهدوء في هذا الوقت تحديداً لكي لا تُشغلي عن وقوفك بين يدي الله. ابنتي، إن طريقك الآن هو طريق الصبر الحكيم، وضبط النفس، والاستعانة بوالديك. أنتِ في تحدٍ لتربية نفسك قبل تربية أخيك، وكل لحظة صبر هي خطوة نحو النجاح في هذا التحدي. أسأل الله أن يربط على قلبكِ، ويؤلف بينك وبين أخيك، ويملأ بيتكم سكينة ومودة.