بسم الله الرحمن الرحيم سماحة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دام حفظه . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
في بحار الأنوار : « إنا معاشر الأوصياء لسنا نحمل في البطون ، وإنما نحمل في الجنوب ، ولا نخرج من الأرحام ، وإنما نخرج من الفخذ الأيمن ، لأننا نور . . الخ » ( 2 ) .
مولانا العزيز : قرأت في بعض الكتب وبعض المقالات أن هناك
من يقول أن هكذا روايات :
1 - هي من وضع الغلاة .
2 - وأنها تسربت إلينا من النصارى الذين توجد عندهم أمثالها في حق عيسى عليه السلام .
3 - وأن الواقع العملي لأمهات المعصومين عليهم السلام ينافي هكذا روايات لأنه كما نقرأ في كتب السيرة ، فإنه كانت تبدو عليهن آثار الحمل في بطونهن وكان يأتيهن الطلق وكان يساعدهن في الولادة بعض النساء ( قابلة أو غيرها ) دون أن يلاحظن وجود هكذا أمور خارقة للعادة . نعم كانوا يرون نوراً تضيء به الغرفة . والإمام يولد ساجداً وطاهراً مطهراً .
هذه هي الفوارق التي لوحظت وذكرتها القابلات وغيرهن ممن كان حاضراً حين الولادة الخ . .
لماذا أودع علماؤنا أمثال هذه الروايات التي لا تثبت أمام هذه النقوض ؟ !
بل وكيف تبناها بعضهم واعتقد بمضمونها كما هو حال الشيخ عباس القمي في كتابه منتهى الآمال ؟
هل خفي عليهم ذلك ؟
ولماذا هذا الاختلاف ؟ !
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد . .
1 - فقد أجبنا على سؤالكم هذا في كتاب « مختصر مفيد ج 1 » ونزيد على ما ذكرناه هناك : ما ورد في الزيارة الشريفة :
« أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة ، والأرحام المطهرة ، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ، ولم تلبسك المدلهمات من ثيابها » [1] .
2 - لعل المقصود بالحمل في الجنوب هو أن الحمل لا يظهر على نسائهم عليهم السلام ، لأنه يتحرك إلى الجنب ، في داخل الرحم ، ولا يتحرك إلى مقدم البطن ، حتى لا يسبب ظهوره أي إحراج للأم الطاهرة أمام أولادها ، ومعارفها ، فيكون هذا من صنع الله تعالى لها ولهم ، كرامة منه ، واحتفاء ، وفضلاً ، ولذلك خفي الحمل بالحجة على أعدائه صلوات الله وسلامه عليه ، لطفاً منه تعالى ، وتأييداً وتسديداً . .
3 - وأما بالنسبة للولادة من الفخذ الأيمن ، فهو لو صح ، ولم يكن من زيادات الغلاة ، فلا بد من رد علمه إلى أهله . .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين .