logo-img
السیاسات و الشروط
العتابي ( 29 سنة ) - العراق
منذ أسبوع

فائدة أخذ الميثاق في الربوبية

عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة عن زرارة أن رجلا سأل أبا جعفر عن قول الله عز وجل: ﴿وإِذ أَخذ ربك من بني أدم من ظهورهم ذريتهم ) الى اخر الحديث .. علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة ((هل تعتبر هذه الرواية صحيحة السند ام لا ))ماهي فائدة أخذ ميثاقنا وشهدنا على أنفسنا بالربوبية لله اذا كان الميثاق لمعرفة الله به لماذا ارسل الله الأنبياء هل يعتبر حجه علينا الميثاق في عالم الذر ماهو مصير من كان في غابة ولم يصله شيء من الإسلام اذا مات ولم يعرف شيئا عن الإسلام ماهي الحجج والبراهين على البشر أو الناس أجمعين اذا لم تصلهم الرسالة ما هو دور فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها جميعا اريد جواب عن كل ما ذكرته واهمها هو هل الرواية صحيحة السند والروات موثوقين حسب كتاب علم رجال الحديث


أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ١- إن روايات الميثاق في نفس هذا المضمون كثيرة جداً، وفيها روايات صحيحة السند كهذه الرواية التي في السؤال. ٢- إن عالم الميثاق يشير إلى مرحلة مراحل تكوّن الإنسان من الجهة المعنوية، فكما أن الإنسان مادياً تدرج من النطفة ثم العلقة ثم ومضغة إلى أن صار جنيناً ثم إنساناً، فكذلك من الجهة المعنوية فإنه قد أودعت فيه قوى وملكات فيها جوانب الخير وجوانب الشر، قال تعالى { وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها * فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها } ( الشمس ، ٧-٨ )، ومن تلك المراحل هي إيداع القابلية الروحية على الإيمان بالله تعالى، بحيث يكون الإيمان منسجماً مع روح الإنسان وتوازنه النفسي، فمعنى أن الإنسان قد شهد بالربوبية أنه روح الإنسان متناغمة جداً مع إيقاع دعوات الرسل لتوحيد الله، فلا يجد الإنسان مانعاً نفسياً من الإيمان بالله، بل يجد نفسه تتقبل الإيمان بالله من دون كلفة أو إجبار. وعلى ضوء ذلك يكون الميثاق هو لأجل البناء الداخلي للإنسان بما يؤدي إلى التوحيد، بينما إرسال الرسل لتذكير الدعوة الإنسان بشكل صريح وواضح إلى طريق الهداية بعدما كانت نفسه قابلة لتلك الهداية لكنها لا تهدي بنفسها، كما أن الخشب مثلاً قابلاً للإحتراق لكنه لا يحترق بنفسه. ٣- إن من لم تصلهم الرسالة الالهية من البشر فإن الله سبحانه يحاسبهم يوم القيام على ما أعطاهم من العقول، وما يدركونه وفق الحس الأخلاقي والضمير المغروس في طبيعة كل إنسان. ٤- إن فطرة الإنسان هي تركيبته النفسية والروحية التي خلقه الله عليها، ومن هذه التركيبة هي ما غرسه الله في نفس الإنسان من التوحيد لله وهو الذي كشفت روايات الميثاق، وكذا من فطرة الإنسان هذا الحس الأخلاقي الذي سيحاسب الله تعالى عليه الناس ولو لم تصلهم رسالة سماوية.