logo-img
السیاسات و الشروط
مجهول ( 17 سنة ) - العراق
منذ شهر

تخيروا لنطفكم

مروي عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال(تخيرو لنطفكم فأن العرق دساس) فماذا يقصد النبي (ص) هنا لان اكو اب مو صالح لكن بنته تطلع متدينه كذالك الولد مثلاً اني عمي كتل اخو بس اني واخواني وحتى ابويه متدينين وجدي وجدتي لا يصلون مع ذالك ابوي متدين فكيف ذالك؟ وجزاكم الله خيرا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، إن الحديث الذي ذكرته يُشير إلى أهمية اختيار الزوجة أو الزوج الصالحين عند تكوين الأسرة، لأن الصفات الأخلاقية والسلوكية قد تنتقل أو تؤثر في الأجيال القادمة، سواء من ناحية الوراثة أو التربية والبيئة. ولكن ينبغي أن نفهم أن هذا الكلام لا يعني أن الإنسان محكوم بالكامل بأخلاق آبائه أو أجداده، بل هو دعوة للاهتمام بجذور الأسرة من باب الاحتياط والحكمة، وليس حكماً قاطعاً على مصير الأبناء. وفي الواقع، إن الإنسان يملك إرادة واختياراً، والله تعالى أعطى كل فرد القدرة على أن يبني شخصيته ويختار طريقه، مهما كانت خلفية عائلته. وكثير من الناس نشأوا في بيئات غير صالحة، لكنهم اختاروا طريق الهداية والتدين، والعكس صحيح أيضاً. وهذا يدل على أن التربية، والبيئة، والاجتهاد الشخصي، والنية الصادقة، كلها عوامل مؤثرة جداً في تكوين شخصية الإنسان، وليست الوراثة وحدها هي الحاكمة. زأما عن سؤالك حول وجود أفراد صالحين في عائلات غير متدينة أو العكس، فهذا أمر طبيعي جداً، لأن الهداية من الله تعالى، وهو يوفق من يشاء للذي يسعى بصدق ويطلب الخير. كما أن الإنسان قد يتأثر بأشخاص خارج أسرته، أو يمر بتجارب تغير مسار حياته، أو يجد في قلبه نوراً يدفعه للخير رغم كل الظروف. لذلك، لا ينبغي أن نحكم على أحد بسبب أصله أو عائلته، بل ننظر إلى عمله وسيرته. ولدي، أنت وأمثالك ممن اختاروا طريق التدين رغم وجود تقصير في بعض أفراد العائلة، أنتم دليل حي على أن الإنسان يستطيع أن يكون أفضل من بيئته إذا صدق مع الله وسعى للإصلاح. أسأل الله أن يثبتك وأهلك على طريق الهداية، ويجعل لكم نوراً في الدنيا والآخرة.