logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

اين كان الامام علي عندما استشهدت الزهراء

اين كان الامام علي عليه السلام عندما استشهدت الزهراء عليها السلام؟


السلام عليكم ورحمة الله تنقل كتب التأريخ بعض الاحداث التي رافقت شهادة الزهراء (عليها السلام )ومنها اخر يوم في حياتها انها عمدت(عليها السلام) إلى ولديها الحسن والحسين(عليهما السلام) فغسلتهما، وصنعت لهما من الطعام ما يكفيهم يومهم، وأمرت ولديها بالخروج لزيارة قبر جدّهما، وهي تلقي عليهما نظرة الوداع، وقلبها يذوب من اللوعة والوجد. ثمّ التفتت(عليها السلام) إلى أسماء بنت عُميس وكانت تتولّى تمريضها وخدمتها، فقالت(عليها السلام): «اسكبي لي غسلاً». فانبرت أسماء وأتتها بالماء فاغتسلت(عليها السلام) فيه، وقالت(عليها السلام) لها ثانياً: «ائتيني بثيابي الجُدُد»، فناولتها أسماء ثيابها(عليها السلام). ثمّ قالت(عليها السلام): «اجعلي فراشي وسط البيت»، وعندها ذعرت أسماء وارتعش قلبها، فقد عرفت أنّ الموت قد حلّ بالزهراء(عليها السلام). فصنعت لها ما أرادت، فاضطجعت الزهراء(عليها السلام) على فراشها، واستقبلت القبلة، وأخذت تتلو آيات من الذكر الحكيم حتّى فارقت الروحُ الجسد. ورجع الحسنان(عليهما السلام) إلى الدار فلم يجدا فيها أُمّهما(عليها السلام)، فبادرا يسألان أسماء عن أُمّهما، فقالت: إنّ أُمّكما قد ماتت، فأخبرا بذلك أباكما، وكان هذا الخبر كالصاعقة عليهما. فهرعا(عليهما السلام) مسرعين إلى جثمانها، فوقع عليها الحسن(عليه السلام) وهو يقول: «يا أُمّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني». وألقى الحسين(عليه السلام) نفسه عليها وهو يعجُّ بالبكاء قائلاً: «يا أُمّاه أنا ابنك الحسين، كلّميني قبل أن ينصدع قلبي». وأخذت أسماء تعزّيهما وتطلب منهما أن يسرعا إلى أبيهما(عليه السلام) فيخبراه، فانطلقا(عليهما السلام) إلى مسجد جدّهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهما غارقان في البكاء فأخبراه، فاضطرب الإمام(عليه السلام)، وطفق يقول: «بمن العزاء يا بنت محمّد، كنتُ بكِ أتعزّى، فَفيمَ العزاء من بعدك»؟ تجهيزها(عليها السلام) وعند انتشار نبأ رحيلها(عليها السلام) تجمّع أهل المدينة المنوّرة على باب الإمام علي(عليه السلام) في انتظار تشييعها(عليها السلام)، فعهد الإمام(عليه السلام) إلى سلمان أن يقول للناس بأنّ مواراتها(عليها السلام) تأخّر هذه العشية، فتفرّق الناس. ولمّا مضى من الليل شطره، قام الإمام(عليه السلام) فغسّل الجسد الطاهر ومعه السيّدة أسماء. وقبل تكفينها دعا الإمام(عليه السلام) بالحسن والحسين لتوديع أمّهما، ليلقوا عليها النظرة الأخيرة، وبعد انتهاء الوداع عقد الإمام الرداء عليها. ثمّ صلّى(عليها السلام) على الجثمان الطاهر، ثمّ عهد إلى بني هاشم وخلّص أصحابه أن يحملوا الجثمان المقدّس إلى مثواه الأخير. ولم يخبر(عليه السلام) أيّ أحد بذلك، سوى تلك الصفوة من أصحابه الخلّص وأهل بيته(عليهم السلام).

17