السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم سيدنا العزيز حفظك الله سؤالي عندي زوجتي ليس من أهل الله أخبث خلق الله وعندي منها اولاد صار متزوج منها ٢٠ سنه إذ طلقتها تدمرت أولادي وحياتهم وذا بقيت معي فيها أذى عليه وهيه تحب العلاقات والمراسلات والدها ضعيف الشخصيه بحيث اصبحت حياتنا متعطله ماديا ومعنويا وثقافيا وحتى تحرض اولادي عليه وعل ترك اخلاقهم وذ صبرت معها تستغل صبري عليها حتى رزقنا اصبحا شحيح رغم كن بخير وعافيه طلب منكم جواب نصيحه او رسالتي تواصل الى مرجعنا حفظه الله ورعاه لانه محتار جدا جزاكم الله خير الجزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة
اخي الكريم، إجلس مع زوجتك وتحدث إليها بهدوء وبكل صراحة وبين لها تقصيرها وما ينبغي عليها أن تقوم به وإن لم تتمكن من تغيير سلوكها معك، فيمكنك التحدث الى أبيها في ذلك إن كان موجوداً، وكان قادراً على التأثير على إبنته، وإن لم يوجد هناك من له القدرة على تغيير سلوكها معك، فاعلم إنه إذا نشزت الزوجة جاز للزوج أن يتصدّى لإرجاعها إلى طاعته، وذلك بأن يَعِظَها أوّلاً فإن لم ينفع الوعظ هجرها في المضجع إذا أحتمل نفعه، كأن يُحوّل إليها ظهره في الفراش، أو يعتزل فراشها إذا كان يشاركها فيه من قبل، فإن لم يؤثّر ذلك أيضاً.
جاز له ضربها إذا كان يُؤمِّل معه رجوعها إلى الطاعة وترك النشوز، ويقتصر منه على أقلّ مقدار يحتمل معه التأثير، فلا يجوز الزيادة عليه مع حصول الغرض به، وإلّا تدرّج إلى الأقوى فالأقوى ما لم يكن مُدْمِياً ولا شديداً مؤثّراً في إسوداد بدنها أو إحمراره، واللازم أن يكون ذلك بقصد الإصلاح لا التشفّي والإنتقام، ولو حصل بالضرب جناية وجب الغُرم.
ثم إن عليك أن تدعو أولادك وتجلس معهم وتتحدث معهم وتستمع اليهم وتتعرف على أحوالهم، وهل أنهم يعانون من مشكلة أو يشعرون بتقصير منك تجاههم وكذلك تبين لهم محبتك لهم ورغبتك بأن يكونوا قريبن منك، ونبههم بأن لا تؤثر على علاقتهم بك طبيعةُ المشاكل التي تحدث بينك وبين أمهم.
حاول أن تجعلهم يحبونك ويتشوقون للقاءك والحديث معك، أخرج معهم في نزهة وتحدث معهم بلطف وإجلب لهم هدية بين فترة وأخرى.
كذلك عليك أن تبحث عن الأسباب التي تجعل زوجتك تتعامل معك بهذا الشكل فربما كانت تعاني من مشاكل في وأنت لم تلتفت لها، أو إنك لم تساهم في حلها بشكل جدي، وربما كنت أنت المقصر معها، فانعكس ذلك على طبيعة تعاملها معك، وربما كان أسلوبك معها اسلوباً جافاً لايدعوها الى التودد والاشتياق لك.
حاول أن تغير اسلوبك معها فربما أنت مقصر معها في الفراش أو الكلام العاطفي فتلجأ إلى تعويض هذا النقص بإرتكاب الحرام من خلال التواصل والمراسلات، فواصل معها دائماً، وعبر لها عن شوقك وتعامل معها بلطف وإستعمل من الألفاظ ما يجعلها تشعر بمحبتك لها ، واجلب هدية تسرها بها حتى وان كانت بسيطة، فإن كل ذلك يكون مؤثراً في النفس، والواجب على الرجل أن يصون زوجته وأولاده ويحصنهم مما يجرهم إلى الإنحراف عن الدين والأخلاق والفطرة السليمة ولا يتركهم دون متابعة ومحاسبة، فإنّ للزوج والوالد وظيفة في شأن الزوجة والولد، فلا ينبغي له التقصير بها مهما كانت أحواله قال الله تعالى: (يَا أيّها الّذينَ آمنوا قُوا أنفسَكُم وأهليكُم ناراً وقُودها الناسُ والحِجَارةُ عليها ملائِكَة غِلاظٌ شِدَادٌ لا يعصُون اللهً ما أمَرَهم ويفعلون ما يُؤمرون) التحريم ٦.
ولايعني طلبك للستر وحرصك عليها أن تغفل عن إصلاح المشاكل وحلها وان كان ذلك بتدخل الآخرين مع عجزك عن الحل، فإن تراكم المشاكل والأزمات لا يزيدها إلا تعقيداً وتجذراً وبالتالي تصعب المعالجة وإيجاد الحلول لها .
دمتم في رعاية الله وحفظه.