logo-img
السیاسات و الشروط
( 20 سنة ) - العراق
منذ شهرين

الدعاء برجوع شخص تركك والتعلق به وعدم تقبل غيره

لقد أحببت رجلا وكان الامر باننا على خطوة نحو الزواج ولم تحدث علاقه الا بعد التقدم بالخطوبة أصبح هناك كلام بيننا الى ان يتم الامر ولكن ... حدثت مشكله جعلته يلغي امر الخطوبة اما الان فا انا اصبحت متعلقه به جدا ولا انساه واكاد كليوم انفجر من البكاء لان الامر لم يتم ولا اعرف ماذا افعل رغم كثرة دعائي وتوسلي باهل البيت بان تعاد خطوبتي منه ولا اعلم حتى ان قلبي لا يستطيع الموافقه على اي مقترح لزواج امل بان يعود ذلك الشخص لخطبتي ماذا افعل ودائما اتحسر وارى انني ارتكبت ذنبا حرمني الله منه ولم يعود وتدمرت كثيرا لا اعلم والله لا اعلم ماذا افعل وبمن اتوسل واسئل لكي يردون عليه اهل البيت عليهم السلام ويستجيبوا لي لا استطيع العيش الالم يخنقني من كل مكان


أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، نؤكّد لكِ أن الله سبحانه ليس منتقماً يعاقب عباده على كل هفوة، بل هو الرحمن الرحيم الذي يرى ضعفنا ويغفر زلاتنا. ولا تربطي بين ما حدث وبين ذنبٍ تعتقدين أنك ارتكبتِه فكان هذا عقابه. واعلمي - ابنتي - إن أقدار الله تجري بحكمة بالغة قد تخفى علينا، ولعل الله سبحانه - بعلمه الذي يحيط بكل شيء - قد رأى في هذا الانفصال خيراً لكِ لا تدركينه الآن. وكم من أبوابٍ أُغلقت في وجوهنا وكانت في الحقيقة نجاة لنا من شر أكبر، وكم من أمورٍ بكينا لفقدانها ثم حمدنا الله على عدم حصولها بعد أن تكشّفت لنا الحقائق. إن التسليم لحكمة الله هو أول مفاتيح الطمأنينة. ابنتي، كان يجب أن لا يحصل بينكما تواصل يصل إلى حد هذا التعلّق منكِ له، لأنّكِ كنتِ في فترة خطوبة، والخطبة لا تبيح التواصل بين الرجل والمرأة بمراسلات عاطفية، بل لابد من العقد الشرعي لذلك الغرض، وهذا حكمة من حكم التشريع الإلهي لو التزمتِ بها لما جرى لكِ ما جرى. ابنتي، إن أجمل صور الدعاء وأقربها للإجابة هي حين نفوّض أمرنا لله ونسأله أن يختار لنا الخير، لا أن يحقق لنا رغبة محددة قد لا تكون في صالحنا. حوّلي صيغة دعائك من طلب عودة شخص بعينه إلى طلب الخير والصلاح لدنياك وآخرتك. قولي: "يا رب، إن كان في عودته خير لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فيسّره لي، وإن كان فيه شر فاصرفه عني واصرفني عنه، وأبدل هذا التعلق في قلبي صبراً ورضا، وارزقني من هو خير لي منه". كما أن التوسل بأهل البيت (عليهم السلام) هو باب عظيم للرحمة، فاجعلي توسلك بهم سبيلاً لطلب البصيرة والسكينة والصبر، لا لفرض رغبة قد تكون مؤذية لكِ على المدى البعيد. إن الشفاء من هذا الألم يبدأ من داخلك، وأولى خطواته هي القبول بأن هذا الأمر قد انتهى في علم الغيب الحالي، وأن التشبث به يمنعك من رؤية الأبواب الأخرى التي قد يفتحها الله لك. اقطعي كل سبيل يغذّي هذا الأمل ويجدد الألم، سواء بمتابعة أخباره أو استرجاع الذكريات. واملأي وقتك بما ينفعك؛ وانغمسي في عباداتك بخشوع، واقرئي القرآن بتدبر، ففيه شفاء لما في الصدور. واهتمي بنفسك، بعلمك، بعملك، وبصحبتك الصالحة، فإن القلب الفارغ هو مرتع للأحزان، فاملئيه بحب الله والثقة به، وستجدين أن كل حب دونه يهون. إن القلب لا يطمئن بتحقيق رغباته العاجلة، بل بتسليم أمره لمن بيده ملكوت كل شيء. ثقي أن الله لن يضيعك، وأن ما أعده لك هو خير مما تتمنينه لنفسك. أسأل الله أن يربط على قلبك وينير بصيرتك ويختار لك الخير حيث كان.

1