السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا يا سيد سابقا كنت من العاصين المسرفين وقد من علية الله بالتوبة فتبت اليه توبتاً نصوحة تركت كل الذنوب والمعاصي واصلي الحمد لله و لكن انا سابقا كنت اغتاب الناس و اتكلم باعراضهم (الذين ظلموني ) بسبب كرهي لهم وانتقاما منهم الله يغفر لي ويعفوا عني وعنهم انا الان اتصدق عنهم و ادعوا لهم واستغفر عنهم و اهدي لهم تسبيحات لكن لا ازال خائفة صرت اقرأ هذا الدعاء(اللهم إنك تحب العفو وأنا عبدك الضعيف أحب أن أُعفى وقد عفوتُ عمّن ظلمني وتجاوزتُ عمّن أساء إليّ وأبرأتُ ذمتهم طمعًا في عفوك ورجاءً لصفحك فاعفُ عني واغفر لي ذنوبي كما أحببتُ أن تُغفر لغيري واجعل لي بذلك قربًا إليك ورضوانًا منك وسترًا في الدنيا والآخرة إنك أكرم الأكرمين)لكنني خائفة ليس يأس من رحمة الله بل خجل من الله وخوف من غضبه وسخطه
فماذا افعل جزاكم الله خيراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، اعلمي بأن ما تشعرين به من خجل وخوف من الله تعالى بعد التوبة هو علامة على حياة قلبك وصدق رجوعك إليه، فالمؤمن الحق إذا تاب أحس بثقل الذنب وندم عليه، وهذا الندم هو روح التوبة وجوهرها.
واعلمي أن الله سبحانه رحيم بعباده، يفرح بتوبة التائبين ويبدل سيئاتهم حسنات إذا صدقوا في توبتهم وأصلحوا ما استطاعوا.
وما تقومين به من الدعاء والاستغفار والصدقة عن من اغتبتهم هو من أفضل ما يمكن فعله، وهو دليل على رغبتك في إصلاح ما مضى، وقد أحسنتِ إذ عفوتِ عمن ظلمك وسامحتِ من أساء إليك، فالعفو من شيم الكرام وهو باب واسع لنيل عفو الله ورضاه، فعن مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبة: ألا أخبركم بخير خلايق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك» (وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج١٢، ص١٧٢).
أما خوفك وخجلك، فهما طبيعيان في قلب من عرف عظمة الله وفضله، لكن لا تدعي هذا الشعور يتحول إلى قلق دائم أو وسواس، بل اجعليه دافعاً للاستمرار في الطاعة والإحسان. ولا يلزمك إخبار من اغتبتهم بما كان، بل يكفيك الاستغفار والدعاء لهم وطلب العفو من الله، إلا إذا علمتِ أن في إخبارهم مصلحة أو إزالة مظلمة، وإلا فالأولى الستر والدعاء.
ابنتي، واصلي على ما أنتِ عليه من الأعمال الصالحة، وذكري نفسك دائماً بأن الله وعد التائبين بالمغفرة والستر، وأنه أكرم من أن يرد من رجع إليه صادقاً،
وينبغي عليكِ الآن بأن تنسي الماضي لأنكِ قد حققتِ التوبة ان شاء الله تعالى، وبعد التوبة الصادقة تأتي البشارة من قبل مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث ورد عنه: «من تاب، تاب الله عليه، وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وانسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه» ( ميزان الحكمة، الريشهري، ج١، ص٣٤٥).
نسأل الله تعالى أن يثبتك على التوبة ويشرح صدرك ويغفر لك ما مضى ويبدله لك نوراً ورضواناً، ودمتم في رعاية الله وحفظه.