logo-img
السیاسات و الشروط
( 28 سنة ) - العراق
منذ شهرين

مشاكل معاملة الأم الصعبة

السلام عليكم، انا بنية، و والدتي معاملتها سيئة الي وتقلل احترامي وقيمتي امام الناس، ومستغلة راتبي انطيها مااكول شي لكن بالمقابل تستهزأ بأختصاصي التربوي لانه ماعاجبها، وزواج ماتقبل اتزوج بحجة مايهون عليها، علما ان عمري ح يصير ٣٠ سنة، وفي لحظة عصبية قبل كم يوم تعاركنا وگلت الها، انتي مستغلة راتبي ومستغلتني وزواج اتزوج معليج لان هي كالت تردين تتزوجين انا مااكعد وماامشي وياج بأي شي، شنو حكم هذا الامر وشنو الحل وياها؟ علما هي اسلوبها نرجسي ويه الكل في البيت وتخلق عداوة وفتنة بين الاخوة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب نُحييكِ أولًا على صبرك وتحملكِ لمعاملة والدتكِ، رغم ما ورد من إساءات وتجاوزات، فنسأل الله أن يجعل ذلك سببًا لتوفيقك في الدنيا، ومغفرة ورحمة لك في الآخرة. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134]. أولًا: من الناحية الفقهية: إذا كنتِ بكرًا، فالمشهور عند الفقهاء اشتراط إذن الأب أو الجد من جهة الأب في الزواج، فإن كانا على قيد الحياة، فلا يصح عقد الزواج إلا بإذنهما، أما الأم فلا ولاية لها شرعًا على زواج البنت، وإن كانت مخالفتها لا تخلو من تبعات اجتماعية ينبغي مراعاتها بحكمة. أما إذا كان الأب والجد متوفيين أو بحكم المتوفيين (أي غائبين غيبة طويلة لا يُرجى رجوعهم أو فاقدين للأهلية العقلية)، فإن الولاية تنتقل إليك، وتصبحين مسؤولة عن اختيارك مع استحباب مشاورة ذوي العقل من أقاربك، مثل العم أو الخال، لا سيما إن كانوا محل ثقة وحكمة. ثانيًا: بخصوص أسلوب والدتك: ما ذكرتِه من أسلوب والدتك من تقليل الاحترام، والاستهزاء بتخصصك، ورفضها للزواج بحجج غير منطقية، بل وخلق الفتن بين الإخوة - هو تصرف غير مبرَّر شرعًا ولا عرفًا، خاصة إن كان نابعًا من طبع نرجسي كما وصفتِ. مع ذلك، أوصيكِ بأن تتجنبي الجدال معها قدر الإمكان، وتحاولي التعامل بهدوء ولطافة، مع الإحسان لها بحسب طاقتك، وعدم مقاطعتها أو هجرها . ثالثًا: بخصوص الزواج: قال النبي صلى الله عليه وآله: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". وهذا الحديث الشريف يؤكد أنه لا ينبغي ردّ الخاطب صاحب الدين والأخلاق. فإذا جاءكِ خاطب مناسب، وكنتِ بكرًا ولا يوجد الأب أو الجد، فابحثي عن رجل عاقل حكيم في العائلة، مثل عمك أو خالك، يتولى تمثيلك في الموضوع أمام العائلة، ليخفف من الرفض ويمنح القرار وزنًا اجتماعيًا. وإذا أصرّت والدتك على الرفض دون مبرر شرعي أو أخلاقي، وكان الخاطب مناسبًا، فلا يلزمك شرعًا طاعتها في هذا الأمر، مع أهمية المحافظة على الهدوء وعدم الصدام معها. رابعًا: في مسألة الراتب والإهانة: استغلال الوالدة لراتبك، مع الاستهزاء بك، هو أمر مؤذٍ بلا شك. لكنّك مأجورة ما دمتِ صابرة. ولكِ الحق أن تُطالبي بالاحترام والتقدير، ولا حرج أن توضحي لها أن الاستمرار في الإحسان مؤكد حتى مع زواجك. وحاولي دائمًا أن تكوني أنتِ الأرقى خُلقًا في ردودك ومواقفك. ختامًا: نسأل الله أن يُفرّج همك، وييسر أمرك، ويعوضك خيرًا بصبرك، ويكتب لك الزوج الصالح الذي يعينك على برّ والدتك، ويمنحكِ الاستقرار النفسي والكرامة والرحمة. واذكري دائمًا: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ﴾ [البقرة: 110]. دمتم في حفظ الله، ودعاؤنا لكم بالتوفيق والسداد.