وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إبنتي الكريمة، تصرف والدتكِ بخطأ وبعصبية أمر مؤلم وموجع لكِ، وخصوصاً إذا كنتِ مظلومة والله سبحانه يعلم بما في قلبعك وصدقكِ، ومع ذلك، فإن برّ الوالدين فريضة عظيمة في الإسلام حتى لو كانوا قاسين أو مخطئين، قال الله تعالى: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (الإسراء: 23). فلا يجوز لكِ التعدي بالكلام أو أي شي آخر مع والدتكِ أو هجرها مهما كان الظلم، لأن هذا من العقوق المحرّم، ولكن هذا لا يعني أن تُخفي مشاعركِ أو تجبري نفسكِ أن تتصرفي كأن شيئاً لم يحدث، فيمكن المناقشة بأدب وأحترام مع الوالدين.
إن شعرتِ بالألم أو لم تقدري على الرجوع فوراً للتعامل الطبيعي معها، واستعيني بالله وحاولي قدر الإستطاعة أن تظهري إحترامكِ وصبركِ عليها حتى لو كنتِ مقتصرة الحديث على الضرورة أو بإستخدام كلمات مختصرة ومحترمة. المهم أن لا تكوني سباقة إلى القطيعة أو الإهانة أو رفع الصوت، وادعي الله أن يلهم والدتكِ الهدوء والعدل في معاملتها لكِ. وقومي بما يرضي الله، حتى لو لم تكن والدتكِ تستحق ذلك، فالأجر لكِ عند الله، والصبر مفتاح الفرج.
دمتم بحفظ الله ورعايته.