وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، أتفهم حجم الضغوط وصبركِ، والمعاناة بسبب سوء الإختيار، ولكن، اعلمي بأن تمسككِ بدينكِ رغم هؤلاء هو عمل عظيم جداً عند الله تعالى، خصوصاً وأنتِ في بيت مليء بالفتنة والمعصية، ومع ذلك تقفين لله، وهذا جهاد في سبيله سبحانه، والله يراكِ ويعرف أحوالكِ وصبركِ ودموعكِ، فلا تظني أبداً أن رحمة الله بعيدة عنكِ، قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف: ٥٦).
إبنتي، الواجب عليكِ تجاه نفسكِ هو أن تحافظي على عبادتكِ مهما أستهزؤوا فأنتِ في عبادة دائمة بذلك الصبر.
ويمكنكِ في بعض الأوقات معالجة حزنكِ بالدعاء وقراءة القرآن، وهكذا تزدادين قوة وتوكلاً.
أما تعاملهم السيئ معكِ، فلا تجعليه سبباً لترك الخير أو أن يدخل اليأس لقلبكِ.
واعلمي أنكِ قدوة حسنة في هذا المنزل، حتى لو لم يُظهروا اليوم أي تغيير فقد تأتي لحظة يهديهم الله بسببكِ.
وبالنسبة لزوجكِ، فحاولي نصحه برفق بين فترة وأخرى، ولكن لا تدخلي في مشاكل أو صدام عنيف معه لأن هذا قد يزيد الوضع سوءًا.
وركزي على الدعاء له والهداية له في كل صلاة، واطلبي من الله أن يجعل لكِ فرجاً ومخرجاً، وإن لم تستطيعي تغييرهم فالواجب عليكِ فقط أن لا تتأثري بأخطائهم ولا تشاركي في معاصيهم.
ثابري على الإستغفار واحتملي، وكوني على يقين أن الله لا يضيع أجر الصابرين، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: ١٠).
واطلبي دوماً من الله أن يفتح لكِ باب الخير والفرج.
فرج الله عنكم، وأصلح حالكم بالنبي وآله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).