السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول صاحب (تفسير الميزان) في شرحه لقوله تعالى: (( ... المزید يعلمون الناس السحر...)) : ((ان الآية تصدق صحة السحر في الجملة كذلك تدل على ان السحر أيضاً كالمعجزة في كونه عن مبدأ نفساني في الساحر لمكان الاذن)). ويقول في مكان آخر: ((والامور الخارقة من الزور كالسحر والكهانه مستنده من اسباب طبيعيه مفارقة للعاده. مقارنة للسبب الحقيقي بالأذن والإرادة...)).
ويقول في مكان آخر: ((وأما الفرق المختلفة... كأصحاب السحر... وتسخير النفوس, فلكل منهم ارتياضات نفسية خاصة تنتج نوعاً من السلطة على أمر النفس)).
وقال أيضاً في قوله تعالى: ((ومن شر النفاثات في العقد)) : ((وفي الآية تصديق لتأثير السحر في الجملة)).
وفي تفسير الأمثل) يقول: ((ان السحر ينقسم في رأي القرآن الكريم على قسمين: أولاً: الخداع والشعبذة وخفة اليد وليس له حقيقة كما جاء في قوله تعالى: (( فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم انها تسعى ))، وقوله تعالى: (( فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم )).
ويستفاد من هذه الآيات ان السحر ليس له حقيقة موضوعية حتى يمكنه التأثير في الأشياء بل هو خفة حركة اليد والنوع من خداع البصر فيظهر ما هو خلاف الواقع. ثانياً: يستفاد من آيات اخر ان للسحر آثراً واقعياً كقوله سبحانه : ((فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه)) , وقوله: (( ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم )) كما مر في الآيات التي نحن بصددها.
وهل ان للسحر تأثيراً نفسياً فقط أم يتعدى ذلك إلى الجسم أيضاً؟ لم تشر الآيات أعلاه إلى ذلك ويعتقد بعض الناس ان هذا التأثير نفسي لا غير)) (الأمثل 1: 250).