بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته . .
السلام عليكم مولاي ورحمة الله وبركاته . .
لقد ورد في كتابكم الشريف " خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( عليها السلام ) " ج 2 ص 183 الطبعة الأولى والمجلد الأول ج 3 ص 469 من الطبعة الخامسة عبارة تفيد أن مقولة " الصلاة معراج المؤمن " هي من الحديث النبوي ( صلى الله عليه وآله ) . . حيث قلتم : " كما أن المعراجية للمؤمن المترتبة على الصلاة في قوله ( عليه السلام ) : الصلاة معراج المؤمن . إلخ . .
ولقد راجعت كتب التاريخ والمصادر عند السنة والشيعة فلم أجد من يقول إنها من الحديث النبوي ( صلى الله عليه وآله ) أو الإمام ( عليه السلام ) ، إلا اللهم الشيخ النمازي في مستدرك سفينة البحار ج 6 ص 343 حيث قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الصلاة معراج المؤمن " .
أما العلامة المجلسي ( قدس سره ) فقد استظهر استظهاراً هذه المقولة من الحديث النبوي كما في ج 79 ص 248 ولم يقل : إنها حديث كما أنه في نفس الجزء وفي ص 303 كان قد ذكرها أيضاً فيما نقله من كلام
لوالده ( قدس سره ) وفي ج 81 ص 255 ذكرها على أساس أنها قاعدة مسلّمة عند بيان شرح بعض الأحاديث . .
و لاحظت فيما وجدت أن أوّل من قال هذا المقولة هو الشيخ البهائي العاملي ( رحمه الله ) في كتابه الإثنا عشرية ص 39 تحقيق الشيخ محمد الحسون الطبعة الأولى طبع مكتبة المرعشي ( قدس سره ) . .
مولاي الكريم هل يوجد ما يدل على أن هذه المقولة من الحديث النبوي ( صلى الله عليه وآله ) يمكن الاعتماد عليها . . أم لا . . ؟ ؟ وماذا عن الذي ذكرتموه في كتابكم الشريف خلفيات مأساة الزهراء ( عليها السلام ) ؟ ؟ . . نسأل الله أن يثبتنا وأياكم على ولاية أهل البيت ( عليهم السلام ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإنني إذ أحيي فيكم هذه الروح العلمية ، التي دعتكم إلى هذا المستوى من التدقيق في النصوص أسأل الله سبحانه أن يعصمنا وإياكم من الخطل والزلل في الفكر ، والقول ، والعمل . .
أخي الكريم :
إنني لا أدعي العصمة لنفسي ، خصوصاً في الأمور التي أباشر البحث فيها بصورة مباشرة ومعمقة ولكن المورد الذي أثرتم الحديث عنه هنا قد
اعتمدت فيه على نقل الشيخ الصابري في كتابه : [ الحكم الزاهرة ج 1 ص 211 عن شرح الباب الحادي عشر ص 89 ] بالإضافة إلى ما ذكره الشيخ محمد المؤمن القمي في كتابه [ تسديد الأصول ج 1 ص 61 ] من أن المجلسي قد أورد هذه الرواية ونسبها إلى المعصومين ( عليهم السلام ) في كتاب [ الإعتقادات ص 29 ] ، ذكرها أيضاً السيد الخميني في كتابه سر الصلاة أو [ صلاة العارفين ص 56 عن اعتقادات المجلسي أيضاً ص 29 فراجع ط مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني - طهران سنة 1995 م ] .
وقد راجعنا كتاب إعتقادات المسلمين للشيخ المجلسي 29 فوجدناه ينسب هذا الحديث للنبي ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً . .
هذا بالإضافة إلى الشيخ النمازي في مستدرك سفينة البحار . وغير ذلك مما ورد في رسالتكم الكريمة . فدعانا ذلك ، مصحوباً بإحسان الظن بعلمائنا الأبرار صانهم الله ، وسددهم وقدس أسرارهم ، إلى إطلاق نسبة هذا القول إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . ولا أظن أن ثمة أية غضاضة في ذلك .
أخي الكريم :
إن العهدة في هذه النسبة هي على هؤلاء . ولكنني - مع ذلك كله - لا أمانع بل قد يكون من المستحسن البحث عن مصادر أخرى لهذا الحديث ، مع العلم بأن علماءنا لم يروا ضرورة للتقصي الزائد في أسانيد أمثال هذه الأحاديث ذات المضامين التي لا يرون فيها أي إشكال . .
وفي الختام أقول : جزاكم الله خير جزاء العلماء العاملين . . وحفظكم ورعاكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .