بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سماحة آية الله السيد جعفر مرتضي العاملي / ( حفظه الله ) .
السلام عليكم ورحمة الله .
قبل الاستمرار في بحث [ العلاقة بين قضية " كسر الضلع " والعقيدة ] , تطرح الأسئلة التالية من أحد المؤمنين الكرام , راجين التفضل بالإجابة عليها ولكم فائق الشكر .
في الواقع لدي استفسار . . وأحب أن أعرف الإجابة منكم . . من باب حب المعرفة الكاملة [ والاطلاع على أكبر قدر ممكن . . من الأدلة . . فأعينوني . . رحمكم الله ] . .
قضية " كسر ضلع " الزهراء ( عليها السلام ) . . لا شك أن هذه قضية قد أثيرت في السابق بشكل قوي . . وذلك بسبب بعض الإشكاليات . . التي وردت . . ولي تساؤلات :
أولاً : هل إنكار قضية " كسر ضلع " الزهراء ( عليها السلام ) يخرج المنكر عن الملة وعن الإسلام ، أو يعد ناصباً . . أو أن الإنكار يعد إنكاراً لمسألة تاريخية ؟
ثانياً : هل العقل يقبل أن يدخل القوم على السيدة الزهراء روحي فداها . . إلى بيتها . . وأمير المؤمنين جالس . لا يحرك ساكناً . . [ أقصد لو تطبق هذا الأمر على نفسك الآن ] وترى قوماً اقتحموا بيتك . . وأنت
في البيت فهل ستبقى جالس وترى عرضك ينتهك . .
لأن العرض هو الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه . . مهما أتينا من مبررات . ربما يتنازل الإنسان عن حق من حقوقه . . ولكن في مسألة العرض يعمل لها ألف حساب . إلا إذا كان الأمر فيه اضطرار قوي مثل : لم تجد المرأة من يدافع عنها . . أو ما شابه ذلك . أتمنى توضيح هذه الفكرة . [ أنا الآن في محل تساؤل . . فقط ] .
ثالثاً : أتمنى توضيح الأدلة التي تقول باقتحام القوم على السيدة الزهراء ( عليها السلام ) . . وكسر ضلعها . . وليس أدلة [ جمع الحطب على البيت ] . .
والسلام عليكم ورحمة الله .
الجواب :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
بالنسبة للسؤال الأول ، نقول :
إن كان المنكر لقضية " كسر الضلع " جاهلاً بالأمر ، فإنه لا يكون بإنكاره هذا ناصبياً . .
وأما إذا كان عالماً بوقوع هذا الظلم على السيدة الزهراء ( عليها السلام ) ، ولكنه ينكره بهدف الدفاع عن ظالميها ، وتلميع صورتهم ،
وسعياً منه في تضييع حقها ، وإبطال الإستدلال على عدم أهلية ظالميها ، فهو ناصب للعداوة لها . خارج عن دائرة المذهب الاثني عشري بلا ريب . .
وإن كان هذا المنكر جاهلاً في الأساس ، ثم بيّن العلماء له الحقائق ، وأعلنوها له بالأدلة ، ولكنه رفض النظر فيها ، ورفض قبول الصحيح منها ، وسعى لإبطال الحق ، وتأييد الباطل . . وهو ممن لا يحتمل في حقه الشبهة في ذلك لكونه من العلماء . . فإنه إن أظهر الإصرار ، يكون أيضاً ممن يحكم عليه بأنه ناصبي . ولا يلتفت إلى الاحتمال الآخر ، كما صرح به علماؤنا في باب منكر الضروري . .
وأما بالنسبة للسؤال الثاني والثالث . . فقد أجبنا عنهما في كتابنا : " مأساة الزهراء " المجلد الأول ، وفي الجزء السادس من كتابنا : " خلفيات كتاب مأساة الزهراء " فيمكن مراجعة الإجابات هناك .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . .