logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 3 سنوات

هل تمتع الأمير ( عليه السلام ) ؟ !

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . يقول علماء الطائفة الحقة بأن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، لم يتزوج بثانية في حياة السيدة الزهراء ( عليها السلام ) ، إكراماً لها . ولكننا نجد بعض الروايات التي تفيد أنه ( عليه السلام ) ، كان يأخذ سهمه من سبي النساء في بعض الحروب ، وكان يدخل بها . . ألا ينافي هذا ما يقوله علماء الطائفة الحقة ؟ ! والسلام عليكم . .


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فقد ذكرنا في إجابة لنا سابقة نشرت في بعض أجزاء كتاب مختصر مفيد : أنه قد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : حرّم الله النساء على علي ما دامت فاطمة حية ، لأنها طاهرة لا تحيض [1] . . وأما حديث أخذ الإمام علي ( عليه السلام ) سهمه من الجواري المسبيات في الحروب ، فإن الأصل فيه حديث بريدة بن الخصيب الأسلمي . . [ وفي بعض النصوص ذكر البراء ، بدل بريدة ] الذي أرسله خالد بن الوليد للوقيعة بالإمام علي ( عليه السلام ) ، عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بحجة : أن الإمام ( عليه السلام ) اصطفى جارية من السبي ، وقعت في الخمس . وقد ذكرت الرواية : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قد غضب للإمام علي ( عليه السلام ) ، وصوّب موقفه [2] . . إننا نلاحظ هنا وفي مقام الإجابة على السؤال نقول : 1 - إن أغلب المصادر لم تشر إلا لمجرد اصطفاء الإمام علي ( عليه السلام ) ، جارية من خمس السبي لنفسه ، وظاهر طائفة مما ذكرته المصادر المتقدمة وغيرها من نصوص لهذه الرواية : أن الاعتراض إنما كان منصباً على تصرفه ( عليه السلام ) ، في مال الخمس . وكمثال على ذلك نشير إلى نص الشيخ المفيد ( رحمه الله ) ، الذي ذكر أن بريدة جعل يقرأ كتاب خالد لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والمتضمن للوقيعة في علي ( عليه السلام ) ، ووجه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، يتغير ، فقال بريدة : " إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيؤهم . فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ويحك يا بريدة ! أحدثت نفاقاً ؟ ! إن علي بن أبي طالب كان له من الفئ ما يحل لي ، إن علي بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك الخ . . " [1] . فليس في الرواية إشارة إلى أنه ( عليه السلام ) قد وطأ تلك الجارية ، كما تزعم بعض الروايات . 2 - إن بعض النصوص التي رويت لهذه الحادثة تقول : " فتكلم بريدة في علي عند الرسول ، فوقع فيه ، فلما فرغ رفع رأسه ، فرأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، غضب غضباً لم يره غضب مثله إلا يوم قريظة والنضير ، وقال : " يا بريدة ، أحب علياً فإنه يفعل ما آمره " [2] . 3 - ومع غض النظر عن ذلك ، وافتراض صحة الروايتين معاً ، نقول : إنه قد يمكن التوفيق والجمع بينهما ، وذلك إذا فسرت رواية تحريم النساء على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مدة حياة السيدة فاطمة ( عليها السلام ) ، بأن المقصود بها تحريم الزواج الدائم بالحرائر منهن . فلا تشمل الرواية التسري بالإماء . . 4 - إن ما ذكروه من أنه ( عليه السلام ) قد أصاب من الجارية وأنه خرج إليهم ورأسه يقطر ، وأخبرهم بما جرى ، لم نجده مروياً عن الأئمة ( عليهم السلام ) ، ولعله قد أضيف من قبل أولئك الذين أرادوا أن يثيروا المشكلة على أساس إثارة حفيظة السيدة الزهراء ( عليها السلام ) ، لاعتقادهم أن ذكر ذلك لها عنه ( عليه السلام ) ، سوف يثير حفيظتها ، ويحركها ضده . ولكن فألهم قد خاب ؛ لأنهم لم يعرفوا الإمام علياً ولا السيدة الزهراء ( صلوات الله وسلامه عليهم ) ا . وربما تكون هذه التحريكات المغرضة قد حصلت في وقت لاحق ، أي بعد أن فشلت محاولاتهم الوقيعة به عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .

2