السلام عليكم
أنا اعاني من حاله داخلية أو باطنية لنفسي أو لغيري كمثال عن هذه الحاله وهي عندما أتذكر أن رأسي لا يؤلمني بيني ما بين نفسي داخلياً فوراً يبدأ صداع خفيف مع العلم الحمدلله أنني لا اعاني من الم رأس لكن كمثال وهذه الحاله في جميع الأمور حتى في بعض الأحيان عندما أرى مثلاً شخص كبير لكن مهتم بنفسه ولم تظهر عليه علامات التقدم داخلياً أقول مالسر وهكذا ماذا تعرف هذه الحاله وكيف اتخلص منها علماً أنني لا اتعمدها وانا أخاف أن اتسبب في اذية غيري أريد حلاً للتخلص من هذه الحاله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، ما تصفينه هو نوع من الوساوس أو الأفكار القهرية التي تطرأ على الذهن دون إرادة منك، وتسبب لك قلقاً أو انزعاجاً داخلياً. هذه الحالة شائعة بين كثير من الناس، وهي لا تدل على ضعف إيمانك أو سوء نيتك، بل هي ابتلاء نفسي يمكن تجاوزه بالصبر والفهم الصحيح لطبيعتها. غالباً ما يكون منشأ هذه الأفكار هو القلق أو الحساسية الزائدة تجاه نفسك أو الآخرين، وأحياناً يكون بسبب رغبة داخلية في الكمال أو الخوف من أن تتسببي في ضرر غير مقصود.
أول ما أنصحك به هو أن تدركي أن هذه الأفكار ليست من ذاتك الحقيقية، ولا تعبر عن نيتك أو أخلاقك، بل هي خواطر عابرة لا تضر ولا تؤثر في الواقع ما دمت لا تتبعينها بالفعل أو ترضين بها في قلبك. الإسلام يعلمنا أن الإنسان غير مؤاخذ بما يدور في نفسه من وساوس ما لم يعمل بها أو يتكلم بها، فاطمئني ولا تحملي نفسك فوق طاقتها.
ثانياً، عندما تطرأ عليك هذه الأفكار، حاولي أن تتجاهليها ولا تدخلي في جدال داخلي معها، بل حولي انتباهك إلى أمر آخر أو اشغلي نفسك بعمل مفيد أو ذكر الله تعالى. كلما تجاهلتِ هذه الوساوس، ضعفت مع الوقت وفقدت تأثيرها عليك. لا تحاولي أن تراقبي نفسك أو تمنعي الفكرة بالقوة، لأن ذلك يزيد من حضورها في الذهن.
ثالثاً، إذا شعرتِ بقلق أو خوف من أن تتسببي في أذى للآخرين بسبب هذه الأفكار، فذكري نفسك أن النية الصافية وعدم القصد في الأذى هو ما يحاسب عليه الإنسان، والله تعالى يعلم ما في القلوب. لا يوجد في الشرع ما يدل على أن مجرد الخواطر أو التساؤلات الداخلية يمكن أن تضر غيرك أو تؤذيهم، فاطمئني من هذه الناحية.
وأخيراً، اجعلي لنفسك ورداً من القرآن الكريم والدعاء، واطلبي من الله تعالى أن يشرح صدرك ويمنحك الطمأنينة. وإذا شعرتِ أن هذه الحالة تؤثر على حياتك اليومية بشكل كبير أو تسبب لك ضيقاً شديداً، فلا تترددي في استشارة مختص نفسي موثوق، فالعلاج النفسي لا يتعارض مع الإيمان بل هو من الأخذ بالأسباب.
أسأل الله أن يرزقك راحة البال وسكينة القلب.