- العراق
منذ سنتين

مأخوذ من غير المسلمين ؟

بسمه تعالى هل البكاء على الإمام الحسين [ عليه السلام ] تقليد مأخوذ من غير المسلمين ؟ ! . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن البكاء حالة بشرية إنسانية تأخذ الإنسان حين يفقد عزيزاً ، أو يتذكر فقد عزيز ، أو حين يلتقي بحبيب ، أو ما إلى ذلك . . والبشر كلهم ، مؤمنهم وكافرهم ، يبكون ويضحكون ، ويفرحون ويحزنون ، إذا وجدت أسباب الفرح والحزن . . فلا أظن أن السؤال هو عن هذا الأمر . لكن قد يكون المقصود بالسؤال أن مراسم عاشوراء ، بما فيها من مظاهر وأساليب تعبير ، هل هي مأخوذة من هذا الفريق أو ذاك ، أم لا ؟ ! . . والجواب على تقدير أن يكون هذا هو المقصود ، هو : أولاً : إن ما يؤخذ من غير المسلمين . . إن كان يحمل معه مسحة عقيدية ، أو أية دلالة على ضلالة أو انحراف ، فهو مرفوض ، ومدان جملة وتفصيلاً . . وأما إن كان أمراً عادياً ، ومن وسائل التعبير التي لا لون لها ، ولا طعم ، ولا رائحة ، إلا بحسب ما قد تضاف إليه ، ويراد لها أن تدل عليه ، ويمكن للبشر كلهم أن يتداولوها لاستخدامها في مقاصدهم ، فلا شئ يمنع من استفادة المسلمين من مثل هذه الوسيلة أيضاً ، تماماً كما يستفيدون في هذه الأيام من السيارة ، والطائرة ، ومن التليفون والراديو ، وغير ذلك من وسائل . . فإذا كان أهل الضلال يستفيدون من التلفزيون كوسيلة إعلامية فعالة ، فهل على المسلمين أن يتركوه ، ويبحثوا عن وسائل يخترعونها هم أنفسهم دون سواهم ؟ ! . . وإذا كان أهل الضلال يعبرون عن حزنهم بتنكيس أعلام الدولة ، وبوضع إشارة سوداء على سياراتهم ، أو على شاشات التلفزيون ، ويعبرون عن شعورهم بالنصر ، برسم علامة 7 بواسطة إصبعي السبابة والوسطى ، فهل يحرم على المسلمين التعبير عن ذلك بهذه الوسائل أيضاً ؟ ! . . ثانياً : إن قولهم : إن بعض مراسم الحزن في عاشوراء مأخوذ من غير المسلمين هو محض ادعاء ، لا شاهد له سوى الحدس والتخمين ، والرجم بالغيب ، الذي لا يغني من الحق شيئاً . . ودوافع إطلاق هذا النوع من الدعاوى هو التشنيع بالباطل ، من منطلق تعصب مقيت ، أو حقد بغيض . . ولو أراد أهل الحق معاملة هؤلاء الحاقدين بمنطقهم التشنيعي ، الرامي إلى فضح الطرف الآخر وإسقاطه ، بعيداً عن احتمالات الإقناع الهادئ . . لوجدوا الشواهد والأدلة الكثيرة جداً على تورطهم هم في كثير من القضايا ، بالأخذ من أعداء الدين ، ما ثبت بالدليل القطعي أن الدين منه براء . . ولكن أهل الحق يربأون بأنفسهم عن الهبوط بمستوى الحوار والنقاش إلى مستويات كهذه . . عصمنا الله من الزلل في القول وفي العمل ، إنه ولي قدير . . والحمد لله رب العالمين .