- العراق
منذ سنتين

أولاده بمثل أسمائهم ؟ !

بسمه تعالى لماذا سمى الإمام علي [ عليه السلام ] أولاده باسم أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، ألا يدل ذلك على كمال محبته لهم ؟ ! وعلى كمال الانسجام فيما بينه وبينهم . . وعلى بطلان ما يدّعيه الشيعة عليه ، من أنه كان له رأي سلبي تجاههم ؟ ! بسبب ما يزعمونه من اعتدائهم على بيته أو زوجته ، وغصب الخلافة منه ؟ ! . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإننا نجيب على سؤالكم هذا بما يلي : أولاً : إن تسمية إنسان ولده باسم شخص لا تكشف عن محبته لذلك الشخص ، إلا إذا ثبت بالتصريح منه أن السبب في تسميته له باسمه ، هو حبه له ، ولا شئ غير ذلك . . أو أن يخبرنا بذلك علام الغيوب ، والمطلع على الأسرار والسرائر ، وعلى خفيات الضمائر . . ثانياً : إنه قد يكون السبب في التسمية باسمٍ ما ، هو استلطاف ذلك الاسم ، وإن لم يكن يعرف من يفعل ذلك ، أن أحداً قد سُمِّي به أصلاً ، والأسباب والدوافع تختلف باختلاف الأشخاص وحالاتهم ، وما يفكرون به ، وما يعرض لهم . . ثالثاً : إن هذه الأسماء ليست حكراً على هؤلاء الأشخاص ، فقد ذكر لنا التاريخ المكتوب أسماء كثيرين من الصحابة كانت لهم هذه الأسماء . . وقد كان فيهم من يحبهم الإمام علي [ عليه السلام ] ، ويهتم بهم . . مثل عمر بن أبي سلمة ربيب الرسول [ صلى الله عليه وآله ] ، وقد شهد مع الإمام علي [ عليه السلام ] ، حرب الجمل واستعمله [ عليه السلام ] على البحرين ، وعلى فارس ، وكان من الذين يثق فيهم الإمام علي [ عليه السلام ] ، ويحبهم . . بل ما أكثر اسم عمر فيما بين الصحابة ، وكذلك الحال بالنسبة لغيره من الأسماء [1] . . رابعاً : قد ورد أن الإمام علياً [ عليه السلام ] ، قد قال عن سبب تسميته ولده باسم عثمان : إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون [2] . . وأما اسم أبي بكر ، فلم يسم الإمام علي [ عليه السلام ] ، ولده بهذا الاسم ، بل كانت هذه كنية لمحمد الأصغر . وليس ثمة ما يدل على أن الإمام علياً [ عليه السلام ] ، هو الذي كناه بها . أما التسمية بعمر فلعلها كانت لأجل عمر بن أبي سلمة أو غيره ، حسبما أشرنا إليه . . خامساً : وأخيراً ، فإن كثيراً من النساء اللواتي يرزقن أولاداً يرغبن في تسمية أبنائهن باسم بعض من يعز عليهن ، كالأب ، أو الأخ ، أو الجد . . أو ما إلى ذلك . . فلعل تسمية بعض أولاده [ عليه السلام ] ، قد جاءت استجابة لرغبة كهذه . . وعلى كل حال . . فإن على من يدّعي سبباً بعينه أن يأتي بالنص المثبت لما يدّعيه . . والحمد لله رب العالمين .

2