لا إكراه في الدين
بسمه تعالى قال تعالى : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) ( 1 ) . . والسؤال هو : لماذا هذا القهر للناس ؟ ! وكيف يصح إعلان الحرب عليهم ، في حين أن الله سبحانه يقول في آية أخرى : ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ( 2 ) . . ويقول : ( فَمَنْ شَاء فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاء فَلْيَكْفُرْ ) [1] . . ويقول : ( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَ الْبَلاَغُ ) [2] . .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . . وبعد . . إنه إذا كان من يؤمن أو من يكفر يريد التعدي على أهل الإيمان ، ويريد سلب حريتهم ، وأن يفسد في الأرض . . فلا بد من وضع حد له ، ومنعه عن ممارسة هذا الظلم والقهر للآخرين ، والذي لا يرضاه هو لنفسه . . أما بالنسبة لآية سورة التوبة ، فإنها إنما تتحدث عن لزوم مواجهة من يعلن الحرب على أهل الحق بالقتال . . ولا تتحدث عن قتال المسالمين منهم ، كالذين يكون بينهم وبين المسلمين هدنة ، وعهد وعقد . . فهي تقول : إن أهل الكتاب إذا كانوا محاربين لكم ، فعليكم أن تقاتلوهم . . ثم بيّن سبحانه للناس أموراً تدفع تحرّجهم من ذلك . . وهو أن أولئك المحاربين لا يؤمنون بالله ، ولا باليوم الآخر ، وأنهم يستحلون المحرمات ، وأنهم لا يدينون دين الحق . . فإذا أعلن هؤلاء الحرب على أهل الإيمان فلماذا يتحرج ويتردد أهل الإيمان ، في قتالهم ، ودفع شرهم ؟ ! والحمد لله رب العالمين . .