- العراق
منذ سنتين

القران

القرآن وحده المعجزة الخالدة بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن لدي عدة أسئلة ، هي : لماذا لم تكن معجزة النبي عيسى [ عليه السلام ] خالدة كما كانت معجزة النبي محمد [ صلى الله عليه وآله ] ؟ ! . . لماذا لم تكن التوراة هي معجزة النبي موسى [ عليه السلام ] ، والإنجيل معجزة النبي عيسى [ عليه السلام ] ، كما كان القرآن معجزة رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] ؟ ! إن بعض المطارنة يقول : إن المسلمين يعترفون بالمسيح وبالمسيحية ، فهذا يدل على صحة الدين المسيحي ، أما المسيحيون ، فلا يعترفون بالإسلام ، فيبقى الإسلام مجرد دعوى ، فإن اعترف لهم المسيحيون بشيء فلا بد من الاقتصار عليه . . فكيف تجيبون على هذه الأسئلة ؟ ! . .


بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . . وبعد . . فإنه لا يمكننا معرفة العلل ، والأسباب الحقيقية لكثير من الأمور ، غير أننا نحتمل أن يكون من أسباب ذلك عدم خلود معجزة النبي موسى والنبي عيسى [ عليهما السلام ] ، وعدم كون المعجزة هي نفس التوراة والإنجيل . ولو كانت معجزة النبي عيسى [ عليه السلام ] هي الإنجيل ، ومعجزة النبي موسى [ عليه السلام ] هي التوراة ، لشعرت هذه الديانات بالاستغناء عن الإسلام ، ولأنسدّت أبواب الهداية على أتباع تلك الديانات عبر العصور ، فلم يجدوا في أنفسهم حاجة إلى النظر في معجزة رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] . ولكن لما كانت معجزة النبي عيسى والنبي موسى [ عليهما السلام ] هي مجرد أحداث قد انتهت في وقتها ، فانحصر العلم بها بالنقل ، وهو مما يتطرق إليه في كثير من حالاته الشك والترديد ، وتتأكد فيه التهمة حين يكون الناقل ممن يجر النار إلى قرصه ، مع احتمال اعتماده فيما يخبر به على ما لا يصح الاعتماد عليه ، سواء في ذلك الأشخاص ، أو غير ذلك من وسائل الإثبات . . فكان من نتيجة ذلك هو أن احتاج الذين يعتبرون أنفسهم أتباعاً للنبي موسى والنبي عيسى [ عليهما السلام ] لإثبات صحة ما يدّعونه إلى اعتراف دين الإسلام به ، وقبوله له بنقلهم . . وذلك لأن معجزة الإسلام حاضرة ، وماثلة للعيان ، ويمكن لكل أحد أن يختبر أمر الإعجاز فيها . . فإذا ثبت دين الإسلام عن طريق إدراك هذا الإعجاز ، ودلت البراهين على أنه منزل من عند الله ، فإذا أخبر بصحة هذا الأمر أو ذاك ، فلا بد من قبوله والتدين به . . ولا بد من رد ورفض ما يرده ويرفضه . . فتحتاج كل من المسيحية واليهودية إذن . . إلى تصديق الإسلام لها . . لأنها عاجزة عن إثبات ما تدّعيه عجزاً واقعياً . . أما الإسلام فإن المعجزة الحاضرة وهي القرآن . . هي التي تثبته في كل عصر وزمان . . فيمكن لكل أحد أن ينظر فيه ، وأن يدرك إعجازه ولو بأن يتعلم اللغة العربية . . ولكن معجزة النبي عيسى [ عليه السلام ] التي هي إبراء الأكمه والأبرص ، وإحياء الموتى ، وكذلك معجزة النبي موسى [ عليه السلام ] التي هي العصا ، وكذلك فلق البحر له . وغير ذلك ، تبقى مجرد نقول وأحاديث ، تحتمل الصدق والكذب ، فإذا أقرها القرآن ، المعجز ، والثابت أنه كلام الله تعالى ، فإنها تثبت بذلك ، لأنها إخبار من علام الغيوب . . فظهر بذلك : أولاً : إن الإسلام لا يحتاج في إثبات نفسه إلى إقرار المسيحية واليهودية به من حيث هي أديان . . ثانياً : إن المسيحية واليهودية عاجزة عن إثبات نفسها ، أو أي شيء مما تدّعيه إلا إذا اعترف الإسلام لها بذلك من حيث هو دين إلهي ثابت بالدليل . . ثالثاً : إن على المسيحية واليهودية أن تهتم بإثبات الإسلام وإعجاز القرآن ، وأنه كتاب منزل لكي تملك الدليل على إثبات نفسها . . رابعاً : إنه لا يثبت من اليهودية والمسيحية إلا بمقدار ما أثبته القرآن والإسلام . . خامساً : إن خلود معجزة النبيين موسى وعيسى [ عليهما السلام ] ، قد يمنع الكثيرين من النظر في معجزة رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] . . والحمد لله رب العالمين .

2