سيد اذا كان الاب لا يحترم عائلته وبناته وزوجته ويعملهم معاملة هانه امام ناس ويتعمد ذالك ويتكلم بعراض الناس ويتجوز عليهم نقول له انته الك بنات ياتي يوم تتكلم ناس بعرضهن يضحك يستهزء انا احد بناته لم اتزوج بقيت معه في البيت وياذيني بل كلام يخرج امام الناس يقول عليه كلام ليس في يقول ناس هم يسببون مشاكل الي وهو عكس هو من ياذينه انا عندما اتسمع اتعصب اضرخ عليه او اتشاجر معه وقد تسبب الي بحاله نفسيه هي وعندما اتعصب اضرخ عليه ورجع تنتبه نفسي اضوج اتخاف من رب عالمين اكول ماريد تعرك ويها اخاف من ربي بس تجي ساعات كلامه كون قاسي هانته امام ناس صعبه الي اني صرت كبيره بل عمر رغم ما مقصره بوجبي ابد شنو يطلب البيله بل بيت اريد نصيحه منكم سيد لان تعبت حيل وصلني فكرت انتحار كثير من الامور صارت وياي بسببه وسبب افعاله خصوص ضررت هواي بسبب كلامه بعراض ناس
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
ابنتي الكريمة، أعانكِ الله وصبّركِ، على ما تمرّين به، ومنحكِ الأجر الجزيل.
ابنتي، يا كبيرة النفس، ويا عالية الهمّة، لا تنكسري أمام هذه الظروف وإن اشتدّت أمواجها وعواصفها، إن معكِ ربّكِ، ومن كان الله معه كان أقوى من الجميع، توكّلي عليه، واعلمي انّه حافظكِ وراعيكِ، وسيعوّضكِ على ما مررتِ به من الآلام بحياةً طيّبة.
ابنتي المباركة، أنتِ لستِ مسؤولة عن أخطاء أبيكِ، وليس عليكِ سوى النهي عن المنكر إذا علمت بصدوره منه، ولكن بأدبٍ عالٍ، وكلامٍ ليّن، لعله يتأثّر بكلامكِ، ولو نسبيّاً، كما أن ذلك لا يجيز لكِ عقوق أبيكِ، فصلته تبقى واجبة عليكِ،باحترامه ومساعدته إذا احتاج للمساعدة.
وعلى كلّ حال ستمضي هذه الأيّام، وستأتي أيّام غيرها، نرجو أن تكون مليئة بالراحة والطمانينة لكِ.
ابنتي، إذا تقدّم لكِ خاطبٌ ذو دين وأخلاق اقبلي به، عسى ان تبتعدي عن الأجواء التي تعيشينها في بيت أهلكِ.
وأيضاً انصحي امكِ واخوتكِ بعدم إثارة الوالد بأي تصرف، ومحاولة مجاراته وغض النظر عن سلبياته إلى أن يحدث الله أمرا.
واعلمي أنه كيف يفكر بالإنتحار من يدعي الإيمان بالله تعالى بمجرد أن تواجهه مشكلة في حياته؟! فأين الصبر على الإبتلاء وأين التأسي بمن صبر على شديد البلايا والمحن من الأنبياء والائمة والصالحين؟ أم انكِ لم تسمعي بما جرى عليهم ولم تقرأي ذلك في القرآن ولا في غيره؟ ألم يمر على سمعكِ ما جرى على زينب بنت علي عليها السلام في كربلاء والشام ؟ ألم يمر على سمعكِ كيف إن فرعون عذب زوجته آسيا حينما كفرت به وآمنت بموسى عليه السلام فلم تخرج من إيمانها، بل صبرت حتى نالت الشهادة في سبيل الله تعالى.
يقول تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (التحريم: ١١) يقول العلامة الطبرسي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) هي آسية بنت مزاحم، قيل: إنها لما عاينت المعجز من عصا موسى وغلبت السحرة أسلمت فلما ظهر لفرعون إيمانها نهاها فأبت فأوتد يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس ثم أمر أن يلقى عليها صخرة عظيمة، فلما قربت أجلها قالت: " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة " فرفعها الله تعالى إلى الجنة فهي فيها تأكل وتشرب .
ابنتي الكريمة، إن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد كما جاء في الحديث عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وان من لا صبر له فلا ايمان له، وقد وعد الله تعالى عباده الصابرين على الابتلاءات الدنيوية ان يكون معهم وانه لايضيع اجرهم وان اجرهم عليه سبحانه حيث قال سبحانه وتعالى: {… وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الانفال: ٤٦).
وقال تعالى في سورة هود الآية(١١٥): {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
واعلمي أنّ هذه الأمور ابتلاءات يختبر الله بها عباده ليميّز المؤمن الصادق من غيره، فعليكِ بالثقة بالله سبحانه واليقين بولايته، فقد قال تعالى: {الله وليّ الذين آمنوا} فإذا توجّهتِ إليه سبحانه ووثقتِ بتولّيه لأمركِ فإنّه يأخذ بيدكِ إلى الخير والصلاح، وينبغي لكِ حينئذٍ مواجهة الصعوبات بنفس قويّة مطمئنّة، لأنّكِ بالله تعتصمين وبه تعالى تثقين وعليه تتوكّلين. وإن تصبري وتتّقي يجعل لكِ مخرجاً ويكتب لكِ بذلك الأجر الجزيل ويعقّبه الخير في الدنيا كان أو الآخرة. وسوف يجعل الله بعد عسر يسراً إن شاء الله تعالى.
وعليكم بالدعاء لله سبحانه وتعالى بالهداية والصلاح والتوسل بالنبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين بالتوفيق لكل خير في الحياة الدنيا والآخرة.
دمتم بحفظ الله ورعايته.