سلام عليكم سيد اني ازوجت جان عمري ١٦ سنه بس الله ما وفقني وطلكت وجان عندي طفل وكبر هذا، الطفل يعني اهلي ما احبو كلش وبوي يحجي عليه ويصرخ بوجه الطفل يعني اكوم ابجي، على ان الله هجي سو بي وحجي على ابوي بس ورا هل حرام عليه يعني وصرخ على امي لان والله تحرجني كلش وما تحترمني يعني اتذيني لبكلام، يعني اني والله العظيم جاي افكر انتحر من ورهم وجم مره بس مانجحت واي يعني فدوه كلولي شسوي اذبه لا هوه الطفل ما عنده غير الله واني، انطي لبو يتشرد لن، ابو انسان فاشل يعني اني بسببهم هما وعمامي ادمر زواجي افتنون بيني وبين زوجي منا لمن اطلكنه يصير انتحر وريد منكم ان تندعولي عند الحسين لن والله العظيم مليت جاي اموت شويه شويه مع العلم اني متدينه وملتزمه بامور الدين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، قرأتُ كلماتكِ وأشعرُ بثقلِ الحزنِ والضيق الذي تحملينه في صدركِ. أعلمُ أن الألم حين يأتي من أقرب الناس يكون وقعه أشد وأعمق، ولكن اعلمي يا ابنتي أن الله لا يختاركِ لاختبارٍ إلا وهو يعلمُ قدرتكِ على تحمله.
إن هذا الطفل الذي بين يديكِ ليس عبئاً، بل هو أمانةٌ من الله وهبةٌ عظيمة، واختبارٌ لصبركِ وإيمانكِ. هو بابكِ إلى رحمة الله ورضوانه إن أحسنتِ رعايته.
أتفهمُ أن قسوةَ الكلام وجفاءَ المعاملة من الأهل، وخصوصاً من الوالدين، أمرٌ يدمي القلب ويكسر الروح. قد يكون تصرف والديكِ نابعاً من ألمهما الخاص أو من ضغوطٍ الحياة او جهل منهما في احتواء الاخر، وهذا لا يبرر الأذى، ولكنه يدعونا إلى النظر بعمقٍ أكبر.
مفتاحُ نجاتكِ الأول يكمن في الصبر الجميل، وهو ليس استسلاماً للظلم، بل هو قوةٌ داخلية تستمدينها من الله. عندما يرتفع صوت والدكِ على طفلكِ، بدلًا من الصراخ المضاد الذي يزيد النار اشتعالًا، حاولي أن تأخذي طفلكِ بهدوء إلى غرفتكِ، واحتضنيه، وأشعريه بالأمان الذي يفتقده. وفي وقتٍ لاحق، عندما تهدأ النفوس، يمكنكِ أن تتحدثي مع والدتكِ أو والدكِ برفقٍ واحترام، لا كضحيةٍ متذمرة، بل كابنةٍ راشدة تطلبُ الرحمة لطفلها ولنفسها. أعلمُ أن السيطرة على النفس في مثل هذه المواقف صعبة، ولكن صراخكِ في وجه والديكِ، وإن كان ردة فعلٍ على الألم، يفتحُ باباً من العقوق ويُضعف موقفكِ. حاولي جاهدةً أن تمسكي لسانكِ، فالله يرى صبركِ على أذاهما وصبركِ على عدم الرد بالمثل.
أما التفكير بالانتحار، فإياكِ ثم إياكِ أن تسمحي لهذا الوسواس بأن يسيطر عليكِ. إن الانتحار ليس حلاً، بل هو هروبٌ من اختبارٍ إلى عذابٍ أكبر، وهو من كبائر الذنوب التي تغلق أبواب الرحمة. حياتكِ أمانة، وروحكِ غالية عند الله، وهذا الطفل البريء لا سند له بعد الله سواكِ. فكيف تتركينه وحيداً في هذه الدنيا؟ إن التخلي عنه ليس خياراً أبداً، فهو قطعةٌ من روحكِ ومسؤوليتكِ التي سيسألكِ الله عنها.
يا ابنتي، إن التزامكِ الديني هو حصنكِ المنيع. لا تدعي اليأس يضعف هذا الحصن. عززي علاقتكِ بالله أكثر، ففي الصلاة والدعاء وقراءة القرآن تجدين السكينة والطمأنينة التي تبحثين عنها. ناجي ربكِ في جوف الليل، واشكي إليه همكِ، فهو سبحانه يسمع شكوى المتألمين ويرى دموع الصابرين. تذكري أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ابدئي التغيير من داخلكِ: بالصبر، والحكمة في التعامل، وتقوية إيمانكِ، والتزمي بزيارة عاشوراء بعد كل صلاة وسترين كيف يبدأ محيطكِ بالتغير تدريجياً، أو يفتح الله لكِ مخرجاً لم تكوني تحتسبينه.
لم ولن ننساك بالدعاء عند الحسين عليه السلام أن يربط على قلبكِ، ويفرّج همكِ، ويصلح لكِ شأنكِ كله بحق محمد وال محمد