بسم الله الرحمن الرحيم سماحة المحقق [ السيد جعفر مرتضى العاملي ] [ حفظه الله ] . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولاً :
أ - لماذا لم يشارك حَبرُ الأمة عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية مؤسس الكيسانية في الجهاد مع الحسين [ رض ] ضدّ الطاغية يزيد ؟
وهل يعتبر ذلك تخاذلاً ؟
ب - وما كان دورهما ودور عبد الله بن جعفر بعد شهادة الحسين [ رض ] ؟
ثانياً :
توجد عندكم روايات عديدة مفادها إن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله أو إنها رايةُ ضلال الخ . . .
أ - كيف تتوافق هذهِ الروايات مع الجهاد وإقامة الحكم الإسلامي العادل في الأرض خصوصا إن الجهاد أحد أركان الإسلام التي شدّد عليها الإمام علي [ رض ] ؟
ب - ألا تناقض هذه الروايات هذا الركن الهام ؟
مع الشكر الجزيل . .
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ .
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
1 - بالنسبة للسؤال عن السبب في عدم مشاركة عبد الله بن عباس في الجهاد مع الإمام الحسين [ عليه السلام ] ، في كربلاء ، نقول :
قد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ج 8 ص 335 : أن ابن عباس كان قد ابتلي بالعمى ، وليس على الأعمى حرج ، فلا يعد تخلفه - والحالة هذه - تخاذلاً ، إذا صحت الرواية بذلك .
ومن جهة أخرى فإننا نعتقد : أن ابن عباس كان يكنّ الإخلاص للإمام الحسين [ عليه السلام ] ، وقد روي أنه حين حاول أن يصرف الإمام [ عليه السلام ]
عن التوجه للعراق ، قال له الإمام [ عليه السلام ] :
يا بن العم ، والله إني لأعلم أنك ناصح مشفق ، وقد أزمعت على المسير [1] .
2 - وحول سبب عدم خروج محمد بن الحنفية مع الإمام الحسين [ عليه السلام ] ، نقول : قد تضاربت الأقوال فيه ، وذلك على النحو التالي :
أ : إنهم يقولون : إنه قد أصابته عين في حرب الجمل ، وقد روى أبو العباس المبرد : أنه قد جئ بدرع لأمير المؤمنين ، فطلب منه أن يقصرها ، فأخذها وجمعها بكلتا يديه ، وجذبها فقطع الزائد من الموضع الذي حدّه له أبوه [2] .
قالوا : فأصابته عين بسبب ذلك . فخرج بيده خرّاج ، وعطل يده [3] .
وفي أخذ الثأر لابن نما الحلي ص 81 قال : أصابته قروح من عين نظرت إليه ، فلم يتمكن من الخروج مع الحسين [ عليه السلام ] .
وفي أجوبة المسائل النهائية ص 38 قال : قد نقل أنه كان مريضاً .
ب : إن الإمام الحسين [ عليه السلام ] ، قد أمره بأن يبقى في المدينة ليكون له عيناً ، ويخبره بكل ما يكون منهم ، حيث قال له : وأما أنت فلا عليك.
أن تقيم بالمدينة ، فتكون لي عيناً عليهم ، لا تخفي عني شيئاً من أمورهم .
3 - أما بالنسبة لعبد الله بن جعفر ، ودوره في قضية كربلاء ، فنقول : إنه كتب إلى الإمام الحسين [ عليه السلام ] ، مع ولديه عون ومحمد ، يطلب منه عدم المسير إلى العراق ، ثم أخذ له أماناً من عمرو بن سعيد الأشدق والي المدينة ، وجاء به إليه ، وجهد أن يصرفه عن التوجه إلى العراق فأبى [1] . .
ولما بلغه مقتل ابنيه مع الحسين [ عليه السلام ] ، قال له بعض مواليه : هذا ما لقينا من الحسين . فحذفه عبد الله بنعله ، وقال : يا بن اللخناء ، للحسين تقول هذا ؟ ! والله لو شهدته لأحببت ألا أفارقه حتى أقتل معه ، والله ، إنه لمما يسخّي بنفسي عنهما ، ويهون علي المصائب بهما : أنهما أصيبا مع أخي ، وابن عمي مواسين له ، صابرين معه .
ثم أقبل على جلسائه فقال : الحمد لله ، إلا يكن آست حسيناً يدي ، فقد آساه ولدي [2] .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . .