السلام عليكم والرحمة الإلهية والمغفرة والغفران
اني عايشه يم عمتي اني وبنات عمي اليتيمات وكلنا نفس الشيء ما تفرق عمتي بيناتنه بس هنه يكرهني بسبب انو مختلفة عنهن احجي بالدين اكو منهن ثنين متزوجات حجن علي يم اخت جدتي
ومتقبل تكول شنو حجن علي اني ما يهمني حجن علي بس تأذيت كوننا اني احبهن كلهن وعندي مواقف وياهن واساعدهن أكثر من نفسي احس نفسي شويه مجاي اسيطر على نفسي اريد احجي عليهن لا ن تأذيت حيل حتى اختهن الصغيرة سامعتهن يحجن علي بالموبايل
اريد تساعدوني انو ما احجي عليهن ولا اهتم بيهن حتى اذا حجن علي وشنو اسوي لأن عمتي واخواتهن يحجن عليهن ويطلعن سوالفهن القديمة يمي من سمعن يحجن علي واني اكلهن حرام لا تحجن اتمنى تقرون الكلام وتردون علي وشكرا جزيلا في امان الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إبنتي الكريمة، إن الإبتلاء سنة إلهية جارية على المؤمن والكافر، ولكن المؤمن يبتليه الله تعالى بما هو خير له، ويهيئ له أسباب الكمال والرقي عن طريق الإبتلاء، فإذا رضي بما قسمه الله تعالى له وصبر على بلاءه يضاعف أجره، وما يسلب عنه بسبب الإبتلاء قد يكون فيه خير دنيوي له، ولكن فواته أفضل له من تحصيله، فالله تعالى هو الذي يربي الإنسان المؤمن بالعطاء والمنع، ولو جزع الإنسان من البلاء أو لم يصبر عليه فسيؤثّم على ذلك، ويكون الإبتلاء بالنسبة إليه امتحان قد كشف عن ضعف إيمانه.
وأما الكافر والفاسق والظالم وأمثالهم فالبلاء لهم عادة ما يكون إستدراجاً إذا كان إبتلاء بالنعمة، وعقوبة إذا كان إبتلاء بالنقمة.
وإن شاء الله أنتِ مؤمنة، فأود أن أطمئنكِ أولاً أن إختلافكِ عنهم في التمسكِ بالدين والحديث عنه ليس عيباً، بل هو فضل ونعمة من الله سبحانه، ولكن أحياناً يكون هذا الإختلاف سبباً في سوء الفهم أو الغيرة أو حتى الإحساس بالنقص عند البعض، فيلجؤون إلى الكلام الجارح أو الغيبة، والصبر عليه هو نجاح في هذا الإختبار.
وما تشعرين به من رغبة في الرد أو الحديث عنهم أمر طبيعي في النفس البشرية، وخاصة عندما يتكرر الأذى ويأتي من أشخاص تحبينهم، ولكن تذكري أن ضبط النفس في مثل هذه المواقف هو من أعظم درجات القوة، والله تعالى وعد الصابرين والمصلحين بأجر عظيم، فحاولي أن تذكّري نفسكِ دائماً أن الكلام عنهم لن يخفف من ألمكِ، بل ربما يزيده ويشعركِ بالندم لاحقاً، ويجعلكِ تدخلين في دائرة لا تنتهي من الكلام والردود.
إذا شعرتِ برغبة قوية في الحديث عنهم، فحاولي أن تفرغي مشاعركِ بطريقة أخرى: اكتبي ما تشعرين به في ورقة ثم مزقيها، أو تحدثي مع شخص تثقين به ويكون أميناً على الأسرار، أو حتى توجهي إلى الله بالدعاء واشكي له همكِ، فهو أرحم بكِ من الجميع.
كذلك، حاولي أن تشغلي نفسكِ بأعمال مفيدة أو عبادات أو تعلم شيء جديد، فهذا سيقلل من تركيزكِ على ما يؤذيكِ.
أما بالنسبة لعدم الإهتمام بكلامهم، فحاولي أن تذكّري نفسكِ دائماً أن قيمة الإنسان لا تحددها ألسنة الناس، بل علاقته مع الله سبحانه وأخلاقه، فتجاهلي ما يقولونه قدر المستطاع، ولا تظهري لهم أنكِ متأثرة؛ لأن ذلك قد يقلل من رغبتهم في الإستمرار.
وإذا شعرتِ أن الموقف يضغط عليكِ كثيراً، فيمكنكِ أن تقللي من الإحتكاك بهم دون أن تقطعي صلة الرحم أو تسيئي إليهم.
وأخيراً، إستمري في نصحهم بلطف إذا سنحت الفرصة، وادعي لهم بالهداية، وكوني قدوة حسنة في الصبر والأخلاق. أسأل الله أن يشرح صدركِ ويثبتكِ على الحق ويجعل لكِ من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً.
دمتم بحفظ الله ورعايته.