logo-img
السیاسات و الشروط
زهـراء ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهرين

مستقبل الطالبة

أنا طالبة سادس إعدادي، مؤجلة كل المواد، وحائرة بين خيارين: الأول: إعادة السنة للحصول على معدل عالٍ يؤهلني لدخول قسم طبي وفرصة تعيين، لكن أخشى أن يشغلني ذلك عن أطفالي مستقبلاً أو عن دراستي الحوزوية. الثاني: أداء امتحانات الدور الثاني، وسأنجح إن شاء الله، لكن بمعدل منخفض لا يضمن وظيفة، رغم أنه يمنحني وقتًا أكثر للحوزة ولعائلتي مستقبلاً. لكن خوفي الأكبر إن حصل مكروه لوالدي، فلا إخوة لي، ولن تنفعني شهادة ضعيفة، وقد أندم أني لم أعد السنة وأؤمّن مستقبلي. فكّرت كثيرًا ولم أصل لقرار، فدلّني.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، نقدّر حيرتك وحرصك على مستقبلك العلمي والديني والعائلي، وهذا دليل على وعيك وعمق تفكيرك. ما تمرّين به ليس سهلاً، فكل خيار يحمل معه مسؤوليات وتضحيات، وأنتِ بين طموحك العلمي ورغبتك في خدمة أسرتك، وبين شغفك بالدراسة الحوزوية وواجباتك المستقبلية كأم. أول ما ننصحك به هو أن تنظري إلى قدراتك الحقيقية وإمكاناتك النفسية والجسدية. هل لديكِ الطاقة والإرادة الكافية لتحمّل سنة إضافية من الدراسة المكثفة بهدف الحصول على معدل عالٍ؟ وهل تستطيعين أن توازني بين هذا الجهد وبين التزاماتك الدينية والعائلية لاحقًا؟ أحيانًا، الطموح العالي جميل، لكنه يحتاج إلى واقعية وجهد مكثف في تقييم الذات والظروف. من جهة أخرى، التفكير في المستقبل المجهول، كخوفك على والدك وعدم وجود إخوة، أمر مشروع، لكنه لا ينبغي أن يتحوّل إلى قلق يشلّ إرادتك. الإسلام يدعونا إلى الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى وحسن الظن به، أي أن نخطط ونستعد، لكن دون أن نغرق في وساوس المستقبل. شهادة قوية قد تفتح لكِ أبواب العمل والاستقلالية، خاصة في الظروف الصعبة، وهذا أمر مهم للمرأة المسلمة في عصرنا. أما الدراسة الحوزوية وخدمة العائلة، فهي رسالتان عظيمتان، لكنهما لا تتعارضان بالضرورة مع التحصيل العلمي العالي، بل قد يكون العلم الدنيوي سندًا لكِ في خدمة الدين والمجتمع. كثير من النساء المؤمنات جمعن بين العلمين ونجحن في التوفيق بين أدوارهن. وننصحك أن تستخيري الله تعالى بصدق، وتستشيري من تثقين بحكمتهم من أهلك أو أساتذتك، ثم تدرسي الخيارات بهدوء: إذا كنتِ قادرة فعلاً على إعادة السنة دون أن يؤثر ذلك سلبًا على صحتك النفسية أو علاقتك بالله وأهلك، فقد يكون هذا الخيار أكثر أمانًا لمستقبلك، خاصة مع غياب الإخوة. أما إذا شعرتِ أن إعادة السنة ستثقل كاهلك وتبعدك عن رسالتك الدينية والعائلية، فنجاحك في الدور الثاني مع معدل أقل قد يكون كافيًا، مع تعويض ذلك بالاجتهاد في مجالات أخرى. تذكري أن الرزق والتوفيق بيد الله تعالى، وأن الإخلاص في أي طريق تختارينه هو مفتاح البركة والتوفيق. والأهم ياابنتي الكريمة بأن تسيري على نهج مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء وإبنتها فخر المخدرات زينب ( عليهن السلام ) وفي جميع المجالات الدنيويه والأخرويه. نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للقرار الصائب، ويكتب لكِ الخير حيث كان، ودمتم في رعاية الله وحفظه.

1