logo-img
السیاسات و الشروط
جابر بن ( 40 سنة ) - السعودية
منذ شهرين

التعامل مع زنا الزوجة والندم والتوبة

أنا رجل متزوج منذ أربعة عشر عامًا، ولدي خمسة من الأبناء، أعمارهم بين السنتين والثالثة عشرة. قبل فترة قصيرة، صارحتني زوجتي واعترفت لي بأنها ارتكبت فاحشة الزنا في بداية زواجنا، قبل أن يُرزقنا الله بالأولاد، وقد أخفت عني هذا الأمر طوال السنوات الماضية، ولم أعلم به إلا مؤخرًا. زوجتي أبدت ندمًا شديدًا، وأقرت بخطئها، وتابت إلى الله تعالى، وطلبت المغفرة، وهي اليوم محافظة على الصلاة والدعاء والندم. لكني أعاني من ألم داخلي كبير، وقلبي سماحة السيد، أطلب منكم بيان الحكم الشرعي والتوجيه في النقاط التالية: 1. ما هو الموقف الأفضل شرعًا في مثل حالتي: الفراق لحفظ النفس والكرامة، أو البقاء من أجل الأطفال؟ 2. هل هناك أعمال مستحبة أو أدعية أو وصايا تساعدني في تجاوز هذه الأزمة النفسية المؤلمة؟


وعيكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب أخي الكريم، رزقك الله الصبر والثبات، وأجزل لك الأجر على تحمّل هذا البلاء، وما تعرضتَ له من خيانة زوجية أمرٌ شديد على النفس، يهزّ الثقة ويثقل القلب، وهو ابتلاء كبير قد يقع فيه الإنسان، نسأل الله أن يرزقك حسن التدبير فيه، والهدى لما فيه صلاح دينك ودنياك وأولادك. وإننا إذ نخاطبك بهذا الجواب، فلا نغفل ما تمرّ به من مشاعر متأججة، ولكننا نذكّرك بأن المؤمن إذا صبر واحتسب، جعل الله له من أمره فرجاً ومخرجاً، فاثبت على طريق الحلم، واستعن بالله، ولا تجعل الغضب دليلك. ونصائحنا لك أيها الأخ الكريم: أولاً، لا تستعجل القرار في ساعة الغضب، فإن من تصرف في حال الانفعال ندم، واجعل أولادك نصب عينيك، ووازن بين الكرامة والرحمة، وذكّر نفسك أن القرار يجب أن يبنى على المصلحة الأوسع، لا على لحظة ألم، ولا تُطلع الناس على هذه الواقعة، فإن ستر الأعراض واجب، ولعل الله يبدلك خيراً إذا احتسبت. ثانياً، إليك الحكم الشرعي والتربوي وفقاً لمذهب أهل البيت عليهم السلام: ١. الخيانة الزوجية محرّمة، والتواصل العاطفي مع رجل أجنبي كبيرة من كبائر الذنوب، سواء كان بالرسائل أو اللقاء أو غيره، فإن الله تعالى يقول: {وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنى‏ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ ساءَ سَبِيلاً}،(الإسراء: 32) وعلى الزوجة أن تتوب توبة نصوحة، وتقطع علاقتها تمامًا بذلك الرجل، وتُظهِر الندم والاستغفار، والحمد لله زوجتك تائبة ونادمة والدليل هو أعترافها بنفسها ومن دون إجبار من أححد. ٢. أخي الكريم، سترك عليها ولم تُخبر أهلها يُعدّ من الحكمة والفضل، فلا تفضحها، وهذا يدل على رجاحة عقلك، واحفظ هذا الستر، فإنه يرفع قدرك عند الله والناس، فالله يحبّ السِتر ويثيب عليه، وخاصة بعد تبين صدق توبتها. ٣. الطلاق مباح في حال تحقق الضرر المعنوي أو الخيانة، ولكنه ليس واجباً، وإنما يُنظر فيه إلى المصلحة الكبرى، خصوصًا إذا وُجد أولاد، ووجدت إمكانية للإصلاح. ٤. الأمر لا يُبنى فقط على العاطفة، بل يجب أن يُدرس بالعقل والتأنّي، فتأمّل جيدًا حالها، وصدق توبتها، وحرصها على الاستقامة بعد الزلّة، فإن الله يقبل التوبة من عباده، وقد تتبدل المرأة التائبة خيراً مما كانت. نسأل الله أن يربط على قلبك، ويهديك إلى ما فيه الخير لك ولأهلك في الدنيا والآخرة. ودمتم في رعاية الله وحفظه.

1