logo-img
السیاسات و الشروط
.... ( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 أسابيع

كيفية تحقيق الإخلاص والنجاة من شوائب النفس

السلام عليكم انا ما اعرف شلون الاخلاص لله وين يطبق وكيف تكون نفس أثناء الاخلاص وهاي أنه تقريباً صارلي سنة ثانيه اريد اخلص ما أفسر شي لي اسويهه يطلع بيه شوائب أو لرغبة ذاتيه يعني لشخصي انا عندي دين لذاتي وهذا خطأ عمود أهدأ نفسي هوا مفروض لله حتى على حساب نفس انا عندي رغبة لكن عملي أو جهادي بالاخص ما اعرف شلون أجاهد نفسي او كيف اتصرف اذا واجهني أمر شلون اصرف عنه انا احب من يبتليني الله أن أنجح في هذا بلاء لكن اعصابي ونفسيتي التي متضررة من ورا مشاكل مخليه دين إليه لأن تشوفني كلش سادتهه وهناك خربت الاول وتالي ورجعت نفس شي وخربت يعني الواحد إلى متى يبقى على هذه الوضعية اذا ما يشوف شي مثمر وانا اقرأ كتب بيه الاخلاص وأتابع العلماء لكن ماكو نتيجة ترضيني عمود اكول هذا هو طبقت أو هذا صحيح لا احس نفسي جاي بس اتمتع بالإستماع .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، سؤالكِ يعكس صدق نيتكِ وحرصكِ على صفاء قلبكِ، وهذا بحد ذاته علامة خير وطلب هداية من الله تعالى. ابنتي، الإخلاص لله ليس أمراً سهلاً ولا يتحقق دفعة واحدة، بل هو مسار طويل يحتاج إلى صبر ومجاهدة مستمرة. وكثير من الناس يظنون أن الإخلاص حالة قلبية ثابتة، بينما هو في الحقيقة جهاد يومي مع النفس، يتجدد في كل عمل وكل نية. ابنتي، الإخلاص يعني أن يكون هدفكِ في كل عمل هو رضا الله وحده، لا انتظار مدح الناس ولا حتى رضا نفسكِ أو تحقيق رغباتكِ الشخصية. لكن، النفس بطبيعتها تميل إلى حب الذات والرغبة في الثناء أو الراحة، ولهذا كان جهاد النفس من أعظم الجهادات. ابنتي، عندما تشعرين أن نيتكِ مختلطة أو أن هناك دافعاً ذاتياً، لا تيأسي ولا تحتقري نفسكِ، بل استمري في تصحيح النية وتجديدها. وكلما شعرتِ بوجود شائبة، قولي في قلبكِ: "اللهم اجعل عملي خالصاً لوجهك الكريم"، وامضي في العمل ولا تتوقفي. أما عن حال النفس أثناء الإخلاص، فهي ليست بالضرورة هادئة دائماً. أحياناً تشعرين بقلق أو صراع داخلي، وهذا طبيعي لأن النفس الأمارة بالسوء تقاوم التغيير. والمهم أن لا تستسلمي لهذا الصراع، بل اعتبريه علامة على أنكِ في الطريق الصحيح. ولا تنتظري أن تشعري براحة كاملة أو نتيجة فورية، فالإخلاص ثمرة تحتاج إلى وقت طويل حتى تنضج. وعندما تواجهكِ رغبة أو شهوة أو ميل نفسي، حاولي أن تتوقفي لحظة وتسألي نفسكِ: "هل هذا العمل يقربني من الله أم من نفسي فقط؟" إذا وجدتِ أن فيه شائبة، لا تتركي العمل بالكلية، بل حاولي أن تصححي نيتكِ وتستمري. أحياناً يكون العمل نفسه وسيلة لتربية النفس على الإخلاص، حتى لو لم يكن في البداية خالصاً مئة بالمئة. أما عن شعوركِ بعدم الثمرة أو عدم الرضا عن نفسكِ، فهذا أيضاً من مداخل الشيطان ليحبطكِ ويبعدكِ عن الطريق. ولا تقيسي إخلاصكِ بمشاعر آنية أو نتائج سريعة، بل واصلي السير واطلبي من الله التوفيق. ابنتي، إن قراءة الكتب وسماع العلماء مفيد، لكن الأهم هو التطبيق العملي ولو بخطوات صغيرة. لذا، جربي أن تراقبي نيتكِ في الأعمال اليومية البسيطة، كالصلاة أو مساعدة الآخرين أو حتى في نيتكِ عند الصبر على البلاء. الجأي إلى الدعاء واطلبي من الله أن يطهّر قلبكِ ويثبتكِ على الإخلاص. ولا تنسي أن ترفقي بنفسكِ، فالقسوة على النفس أحياناً تؤدي إلى الإحباط واليأس، بينما المطلوب هو المثابرة والرحمة بالنفس مع الاستمرار في المجاهدة. أسأل الله أن يرزقكِ قلباً خالصاً ونية صافية، ويثبتكِ على طريقه المستقيم.