logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

أصل الحجاب وتطوره

البعض يقول لا يوجد حجاب بهذا الزمن لان تم تشريعه للتفريق بين الجاريه والحره واحنا بزمان مابيه جواري يعني ماكو حجاب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب 1- لا دليل من الكتاب والسنة على هذا الكلام -كون الحجاب مختصاً بالحرة للتفريق بينها وبين الأمة- بل أنّ الأدلة على خلافه، وإليكم بعضاً منها: من الكتاب العزيز: أ- قوله تعالى: «يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً» (الأحزاب:59). ب- وقوله تعالى: «وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إلى قوله: وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ» (النور:30). ج- وقوله تعالى: «وَالقَوَاعِدُ مِنَ النسَاء اللاتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِن جُنَاحٌ أَن يَضَعنَ ثِيَابَهُن غَيرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُن وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ» (النور:60). من السنة الشريفة: أ- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل وصف فيه ما رآه في جهنم ليلة إسرائه إلى السماء: «رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها». ولما سألته السيدة فاطمة(عليها السلام) عنها قال (صلى الله عليه وآله): «إنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال». (بحار الأنوار ج8 ص309). ولا معنى للعقاب إلا عن معصية، والمعصية لا تكون إلا عن أمر إلزامي. ب- قال الباقر (عليه السلام): «لا يصلح للجارية إذا حاضت إلا أن تختمر». (وسائل الشيعة ج2 ص228). ج- قال الصادق (عليه السلام): «على الجارية إذا حاضت الصيام والخمار». (الحدائق الناضرة ج7 ص15) هذا والجارية معناها هنا الصبية الصغيرة، لا المملوكة. د- سئل الصادق (عليه السلام) عما تُظهر المرأة من زينتها؟ فقال: "الوجه والكفين». (وسائل الشيعة ج2 ص202). وبإطلاقها تدخل الأمة. ذ- سئل الكاظم (عليه السلام) عن الجارية التي لم تدرك، متى ينبغي لها أن تغطي رأسها ممن ليس بينها وبينه محرم؟ ومتى يجب عليها أن تقنع رأسها للصلاة؟ فقال (عليه السلام): «لا تغطي رأسها حتى تحرم عليها الصلاة». (وسائل الشيعة ج2 ص228) أي أنه ليس واجباً على الصبية أن تغطي رأسها إلا إذا حاضت حيث يحرم عليها حينئذ أداء الصلاة. وهي مطلقة فتشمل الحرة والأمة على السواء. ز- قال الرضا (عليه السلام): «لا تغطي المرأة رأسها من الغلام حتى يبلغ الغلام». (وسائل الشيعة ج2 ص229). وهي مطلقة أيضاً. 2- الحجاب ليس مجرد لباس، بل هو منظومة أخلاقية واجتماعية تهدف إلى تحقيق مجموعة من القيم، منها: 1- الطهارة القلبية: قال الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ" فالحجاب ليس فقط لحماية المرأة، بل أيضاً لحماية المجتمع من الفتن، وهو وسيلة لتصفية القلوب من الشهوات غير المنضبطة. 2- التمييز بين العفيفات: قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ" (الأحزاب): أي أنّ الحجاب يجعل المرأة معروفة بعفتها، فلا تكون عرضة للأذى أو التحرش. 3- حفظ الحياء والفطرة: الحياء قيمة جوهرية في الإسلام، وهو مرتبط بالحجاب، و"الحياء لا يأتي إلا بخير" والحجاب يعزز هذه الفضيلة، مما يحفظ المرأة من أن تكون مجرد سلعة للنظرات والرغبات. 4- علاوة على ذلك فالحجاب من الأحكام الشرعية التي يجب للمؤمنة الإلتزام بها، حتى لو لم تعرف عللها الواقعية بنحو يقينيّ، و ينبغي لها التسلّم بها امتثالاً لأمر الشارع المقدس بها. ويجدر بالمسلم المؤمن التسليم لأمر الله تعالى حتى في حال عدم معرفة غايات الأحكام الشرعية، ومقاصد الأوامر والنواهي الإلهية، قال تبارك اسمه:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (النساء - 65). لماذا الحجاب للنساء وليس للرجال؟ الإسلام فرض على الرجال أيضاً ضوابط في اللباس، مثل عدم ارتداء الملابس الشفافة، وأمرهم بغض البصر. لكن الفرق بين الجنسين يعود إلى الاختلاف الفطري في طبيعة الجذب؛ فالمرأة أكثر جاذبية للرجل من العكس، لذا كان الحجاب وسيلة لضبط هذا التفاعل الاجتماعي. هل الحجاب يمنع الاعتداء؟ الحجاب ليس درعاً مادياً يمنع الجريمة، لكنه يقلل من فرص وقوعها عبر تقليل الإثارة العلنية. ومع ذلك، الإسلام لم يكتفِ بالحجاب، بل وضع قوانين صارمة لحماية المرأة، مثل تحريم الاختلاط غير المنضبط، وتجريم التحرش والاعتداء، وفرض عقوبات رادعة. ابنتي الكريمة، الحجاب ليس مجرد قطعة قماش، بل هو إعلان عن هوية المرأة المسلمة، وعن التزامها بقيم العفة والكرامة. إنه اختيار واعٍ يعكس احترام الذات، وليس مجرد فرض اجتماعي. إذا كنتِ تبحثين عن منطق أعمق، فالحجاب يعكس مفهوم الحرية الحقيقية؛ حيث تختار المرأة كيف تُرى، بدلاً من أن تكون خاضعة لمعايير الجمال التي يفرضها المجتمع. ويجدر بالمرأة الصالحة الاقتداء بنهج السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام) فالنهج الفاطمي: هو الطريق الذي سارت عليه السيدة فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) في حياتها القصيرة، وهو يعكس، المنهج الإسلامي الأصيل في التعامل مع القضايا الاجتماعية والدينية. هذا النهج ليس مجرد سلوك فردي، بل هو أسلوب حياة يعكس القيم الإلهية في العفة والكرامة والحجاب، ومواجهة الظلم، وإحقاق الحق، والدفاع عن المستضعفين. السيدة الزهراء (عليه السلام) لم تكن فقط نموذجاً للمرأة المسلمة، بل كانت قدوة للرجال والنساء على حد سواء، حيث جسّدت في حياتها الصبر، التضحية، التمسك بالحق، رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله). في العصر الحديث. يُطرح النهج الفاطمي كبديل للفكر الغربي الذي يحاول التأثير على المجتمعات الإسلامية، حيث يُبرز -النهج الفاطمي- دور المرأة في الإسلام كعنصر فاعل في بناء المجتمع، بعيداً عن التصورات المغلوطة كما أنّ هذا النهج يُعتبر أساساً في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي فرضتها العولمة، حيث يمنح المرأة المسلمة ثقة بالنفس ومقاومة معنوية وفكرية مستمدة من شخصية السيدة فاطمة (عليها السلام) .

1