logo-img
السیاسات و الشروط
. ( 17 سنة ) - العراق
منذ أسبوع

ضربت رأسها حتى سال الدم

السلام عليكم ما صحة هذه الرواية؟ ((وجاءت زينبُ إلى جسد أخيها الحسين عليه السلام، وجلست عنده، ثم وضعت يديها تحت ظهره، ورفعت رأسها إلى السماء وقالت: (اللهم تقبّل منا هذا القربان)… ثم ضربت رأسها بمقدم المحمل حتى سال الدم من جبينها، ولطمت وجهها.” المصدر: اللهوف، ص87 اذ يتم تداولها من قبل كثير من الصفحات، وأرى انها تحمل عديد من التناقضات، كيف للسيدة الصابرة المحتسبة أن تضرب رأسها حتى يسيل الدم منه؟


أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، نقل الرواية المجلسي (رحمه الله)، في كتابه (البحار)، جزء (٤٥)، صفحة (١١٤)، مرسلة. ونص ما نقله هو: ((دعاني ابن زياد لاصلاح دار الأمارة بالكوفة، فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة، فأقبلت على خادم كان معنا فقلت: مالي أرى الكوفة تضج؟ قال: الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد، فقلت: من هذا الخارجي؟ فقال: الحسين بن علي عليهما السلام قال: فتركت الخادم حتى خرج ولطمت وجهي حتى خشيت على عيني أن يذهب، وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذ قد أقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة عليها السلام وإذا بعلي بن الحسين عليهما السلام على بعير بغير وطاء، وأوداجه تشخب دما، وهو مع ذلك يبكي ويقول: يا أمة السوء لا سقيا لربعكم * يا أمة لم تراع جدنا فينا لو أننا ورسول الله يجمعنا * يوم القيامة ما كنتم تقولونا تسيرونا على الأقتاب عارية * كأننا لم نشيد فيكم دينا بني أمية ما هذا الوقوف على * تلك المصائب لا تلبون داعينا تصفقون علينا كفكم فرحا * وأنتم في فجاج الأرض تسبونا أليس جدي رسول الله ويلكم * أهدى البرية من سبل المضلينا يا وقعة الطف قد أورثتني حزنا * والله يهتك أستار المسيئينا قال: وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز، فصاحت بهم أم كلثوم وقالت: يا أهل الكوفة إن الصدقة علينا حرام وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض، قال كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم ثم إن أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل، وقالت لهم: صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم، وتبكينا نساؤكم؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء فبينما هي تخاطبهن إذا بضجة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين عليه السلام وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله صلى الله عليه وآله ولحيته كسواد السبج(١) قد انتصل منها الخضاب، ووجهه دارة قمر طالع والرمح تلعب بها يمينا وشمالا فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول: يا هلالا لما استتم كمالا * غاله خسفه فأبدا غروبا ما توهمت يا شقيق فؤادي * كان هذا مقدرا مكتوبا يا أخي فاطم الصغيرة كلمها * فقد كاد قلبها أن يذوبا يا أخي قلبك الشفيق علينا * ماله قد قسى وصار صليبا؟ يا أخي لو ترى عليا لدى الأسر * مع اليتم لا يطيق وجوبا كلما أوجعوه بالضرب نادا * ك بذل يغيض دمعا سكوبا يا أخي ضمه إليك وقربه * وسكن فؤاده المرعوبا ما أذل اليتيم حين ينادي * بأبيه ولا يراه مجيبا ثم قال السيد: ثم إن ابن زياد جلس في القصر للناس، وأذن إذنا عاما وجيئ برأس الحسين عليه السلام فوضع بين يديه وادخل - نساء الحسين وصبيانه إليه، فجلست زينب بنت علي عليه السلام متنكرة فسأل عنها فقيل: هذه زينب بنت علي، فأقبل عليها فقالت: الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم، فقالت: إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا، فقال ابن زياد: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ … )). ________________________________ (١) السبج معرب شبه وهو حجر أسود شديد السواد براق وله فوائد طبية، وكثيرا ما يشبه به الأشياء سوادا كقول الحكيم الطوسي " شبى چون شبه روى شسته بقير " وبه سموا السبيج والسبيجة والسبجة للثوب الأسود وقد صحفت الكلمة تارة بالشيخ كما في الأصل وتارة بالشبح كما في الكمباني واما النصل والانتصال: فهو خروج اللحية من الخضاب ومنه لحية ناصل.

2