- العراق
منذ سنتين

ضابطة لمعرفة المتشابه

هل هناك ضابطة يمكن الرجوع إليها لمعرفة المتشابه ؟


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين . . وبعد . . نعم هناك ضابطة ، وهي الرجوع إلى الثوابت القطعية . . ويمكن تصورها في عدة اتجاهات ، فهناك مثلاً ، كلام العرب واستعمالاتهم ، ومعرفة أساليبهم ، فإن ذلك يعين على استكشاف الظهورات وتمييز الاستعمالات المجازية من غيرها . . ثم هناك أحكام العقل الصريحة والبديهية ، كحكمه باستحالة كون الله سبحانه جسماً ، أو في مكان ، أو في جهة ، وحكمه بوجوب عصمة الأنبياء . . وما إلى ذلك . . يضاف إلى ذلك بديهيات الشريعة ، وثوابتها ، كوجوب الصلاة والحج ، وغير ذلك . . فإذا جاءتك الآية التي تقول : ( يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ( 1 ) و ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) [1] فإن عقلك يمنعك من حملها على ما يلزم منه تجسيم الله ، إذ يستحيل أن يكون الله جسماً ، ويستحيل كونه في مكان ، أو في جهة ، الخ . . كما أن استعمالات العرب لهذا النوع من التعابير ، تأخذ بيدك لتضعها على المراد الحقيقي لهذه الكلمة ، وتقول لك : إن المراد باليد هنا القدرة . والمراد بالعرش عرش الحاكمية والسلطان . ثم هناك الآيات المحكمات ، الصريحة الدلالة ، على تنزيه الله سبحانه ، فإنها تكون أيضاً هي المرجع الذي يرد المتشابه إليه ، ويعرف المراد منه بالتعويل عليه . . فإذا لم تستطع أن تحل ما اشتبه عليك أمره ، وأن ترجعه إلى المحكمات من آيات الله سبحانه ، فعليك بمراجعة الراسخين في العلم من أجل ذلك . . والراسخون في العلم ، الحقيقيون هم أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة [ صلوات الله وسلامه عليهم ] . . فإذا لم تتمكن من الوصول إليهم فلا بد من التوقف ، والالتزام بالمحكمات ، وبأحكام العقل الصريحة ، وبديهيات الدين وثوابته . . ولا يحق لك الأخذ بالمتشابه ، بل عليك أن تنتظر الحل من أهله . . والحمد لله رب العالمين .