- العراق
منذ سنتين

التقوى . . وفهم القرآن

هناك روايات تقول : إن الابتعاد عن الذنوب يعطي للإنسان قدرة على فهم المعاني القرآنية ، فكيف نفسر ذلك ؟ ؟ . .


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين . . وبعد . . فإن وسائل نيل المعارف تختلف وتتفاوت . . فهناك معارف تنال بالحس كالبرودة والحرارة في بعض الأشياء ، أو الخشونة ، وضدها ، والليونة والصلابة . . وكذلك الحال بالنسبة للمعجزات والمسموعات ، والمشمومات ، وغيرها . . ويشترك في هذا الأمر البشر جميعاً ، بل ويشاركهم طوائف من الحيوان ، وهناك أمور يدركها الإنسان بعقله ، إما بالإدراك المباشر ، أو من خلال المقارنة والاستدلال . . وأمور يدركها بفطرته ، وأمور يدركها بالتعليم ، والنقل لها والإخبار عنها . . والأعمال التي يكسبها الإنسان ، لها تأثيراتها على القلب والنفس إيجاباً أو سلباً ، وقد أشار تعالى إلى الأثر السلبي للأعمال ، ودورها في تلويث القلوب ، بقوله : ( كَلاَ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [1] . فقد تسهم تلك الأعمال ، في التصفية والتزكية ، والتطهير للقلوب والنفوس ، وقد أشارت الآية الكريمة إلى ذلك ، كقوله تعالى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ) [2] فتجلو تلك الأعمال الصالحة القلوب ، وتزيل ما علق بها من أدران . كما أن هذه الأفعال قد تسيء إلى الفطرة ، وتحدث بها تشوهات ، وقد تجعلها الطاعات أكثر شفافية وصفاء ونقاء وطهراً . . وهذا ما يفسر لنا كيف أن الله سبحانه لم يزل ينقل أولئك الصفوة في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة من لدن آدم [ عليه السلام ] ، فإن هذه الوجودات الطاهرة لا بد أن تستنزل تلك الأرواح الطاهرة المحدقة بعرش الله سبحانه ، لتسكن في هذه الأجساد التي رعاها الله وحماها ورباها ، لتكون قادرة على استقبال تلك الروح ، لمتابعة مسيرة الكمال والتعالي نحو الله سبحانه . .والحمد لله رب العالمين .

1