سماحة [ السيد جعفر مرتضى العاملي ] دامت إفاضاته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أقدم لك تحياتي وأتشرف بإستفسار إليكم لعلي وبلا شك سألقى جوابه لديكم . .
كنا نتناقش مع بعض الأخوة في موضوع [ السيد محمد حسين فضل الله ] . . وكان نقاشنا أخوياً . . ورد عند أحد الأخوة أن الشيخ المفيد [ رحمه الله ] ينكر كسر ضلع الزهراء [ عليها السلام ] وبعضاً من تلك الأحداث التي يثيرها [ السيد محمد حسين فضل الله ] . . وذلك من خلال بعض المصادر التالية :
المرجع : الإرشاد ج 1 ص 355 ، وفي إعلام الورى بأعلام الهدى للشيخ الطبرسي ج 1 ص 395 مؤسسة آل البيت ، إيران 1417 ه .
أود من سماحتكم وبإيجاز شديد التحقق وما يمكن أن نرد على من يثير هكذا كلام ونحن دائما نتطلع إلى إفاضاتكم علينا .
ودمتم ذخراً للإسلام والمسلمين .
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
فإن الشيخ المفيد [ رحمه الله ] قد صرح في كتابه الاختصاص ص 185 وعنه في البحار ج 29 ص 192 بأن عمر قد " رفسها برجله ، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن ، فأسقطت المحسن من بطنها ، ثم لطمها ، فكأني أنظر إلى قرط في أذنيها قد نقف . ثم أخذ الكتاب فخرقه " ، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر ، ثم قبضت .
وقال في الاختصاص ص 344 وعنه في البحار ج 29 ص 192 وج 28 ص 227 وج 7 ص 270 : " إن الثاني قد ضرب الباب برجله فكسره ، وأنه ، رفس فاطمة برجله ، فأسقطت المحسن " .
وقال في الاختصاص ص 244 عن أبي عبد الله في حديث جاء فيه : " وقاتل أمير المؤمنين ، وقاتل فاطمة ، وقاتل المحسن ، وقاتل الحسن والحسين " . وفي كتاب المقنعة للشيخ المفيد ص 459 : " السلام عليك أيتها البتول الشهيدة الطاهرة " .
وأما ما ذكره في كتاب الإرشاد فلا يتنافى مع هذا الذي ذكرناه ، لأنه قال في ج 1 ص 355 : " وفي الشيعة من يذكر : أن فاطمة [ صلوات الله وسلامه عليها ] أسقطت بعد النبي [ صلى الله عليه وآله ] ولداً ذكراً ، كان سماه رسول الله [ عليه السلام ] محسناً ، فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين [ عليه السلام ] ثمانية وعشرون " .
ومن الواضح : أن كلمة " الشيعة " تطلق في زمن المفيد على الإسماعيلية ، والزيدية ، والمعتزلة ، والإمامية ، وغيرهم .
فالطائفة التي تقول بإسقاط المحسن ، وكسر الضلع ، وضرب الزهراء هم الإمامية . .
وحتى لو أن الشيخ المفيد [ رحمه الله ] لم يذكر شيئاً عن ضرب الزهراء ، وإسقاط الجنين ، وكسر الضلع ، فإن هذا لا يدل على إنكاره لذلك ، فإنه لا يجب على كل مؤلف أن يذكر في كتبه كل صغيرة وكبيرة ، بل هو يذكر ما يناسب حال المخاطبين . . وذلك واضح لا يخفى . وأما كتاب إعلام الورى ، فليس هو للشيخ المفيد [ رحمه الله ] ، ولكنه جاء بنفس عبارته . . والكلام هو الكلام . .