logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 4 سنوات

تناقض روايات : أنه موصى

ورد في بعض الروايات عن أمير المؤمنين [ عليه السلام ] أنه كان موصى من النبي بعدم مقاتلة من اغتصب الخلافة ؛ لكننا نجد أن هذه الروايات ، تذكر تارة المحاربة ، إن وَجَدَ [ عليه السلام ] أربعين مناصراً ، وتارة أخرى تتحدث عن القيام ، إن وُجِدَ عشرون ، وقد طعنتم بالروايات ، التي تتحدث عن شراء عثمان لبئر ، بدعوى التعارض فيما بينها ، حيث تعدد المبلغ المذكور في دعوى الشراء ، فكيف يمكن لنا أن نحل هذه المشكلة . وتقبلوا منا أحرّ السلام ، وخالص التقدير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . . وبعد . . فإنني أشكر لكم هذا الاهتمام بتحقيق قضايا الإيمان ، وترسيخ مباني العقيدة ، وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المتمسكين بحبل ولاية أمير المؤمنين ، الموالين لأوليائه ، والمعادين لأعدائه ، إنه ولي قدير . أخي الكريم . . بالنسبة لسؤالك عن موضوع الوصايا وتعارض رواياتها . . أقول : أولاً : إنه لا تعارض بين روايات الأربعين والعشرين ، إذ لا مانع ، بل قد يكون ذلك هو الأقرب من أن يكون [ صلى الله عليه وآله ] قد قال مرة هذا القول ، وقال مرة أخرى ذلك القول ، وقال مرة ثالثة : من دون تحديد بمقدار وعددٍ بعينه أيضاً . ولا شك في أن تكرار هذه الوصية , والإشارة إلى قلة الناصر , أمر هام جداً . . وذلك من أجل إفهام الناس : حقيقة موقف علي , والتزامه بأوامر الرسول , وإنه لا يقف هذا الموقف عن خوف وجبن . كما إن ذلك يعرفنا بحقيقة المعتدين على حقه , وبدرجة إيمان من يدعون لأنفسهم المقامات العالية في الإسلام والأيمان . ثانياً : بالنسبة لشراء بئر رومة من قبل عثمان , وتناقض الروايات في الثمن الذي دفعه نقول : أن شراء البئر المذكورة إنما كان مرة واحدة , والثمن المدفوع كان واحداً أيضاً , فتعدد الروايات وتناقضها في ذلك يجعل الأمر دائراً في احتمالين : أحدهما : أن تكون رواية واحدة صحيحة , ويكون الباقي مكذوباً قطعاً . . الثاني : أن تكون جميع الروايات مكذوبة . . ويتوقف ترجيح أحد هذين الاحتمالين على سائر القرائن . . وقد دلت القرائن الأخرى التي ذكرناها في البحث عن بئر رومة على صحة الاحتمال الثاني . . وفقك الله وإيانا لمراضيه , وجنبك وجنبنا جميعاً معاصيه . والسلام عليك وعلى جميع من تحب ورحمة الله وبركاته والحمد لله , وصلاته وسلامه على رسوله محمد وأله الطاهرين . .

1