أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ولدي العزيز، نعم، توجد روايات تاريخية في مصادر العامة تذكر أن ابن زياد أمر بتقوير رأس الإمام الحسين (عليه السلام).
ومعنى التقوير كما قال في الصحاح، للجوهري، ج٢، ص(٧٩٩):
قوّره واقتوره واقتاره ، كلّه بمعنى قطّعه مُدوّراً.
قال سبط ابن الجوزي، في تذكرة الخواص، ص(٢٣٣):
وذَكر عبد الله بن عمرو الورّاق في كتاب المقتل: أنّه لمَّا حضر الرأس بين يدي ابن زياد أمَر حجّاماً فقال: قَوّره. فَقَوّره، وأخرج لغاديده ونخاعه، وما حوله من اللحم؛ واللغاديد ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم.
وذكرها أيضا اليافعي في كتابه الجنان، ج١، ص(١٠٩) وهذا لفظه:
ولمّا قُتل الحسين وأصحابُه؛ سيقت حريمهم كما تُساق الأسارى، قاتل الله فاعل ذلك، وفيهن جمع من بنات الحسين وبنات علي (رضي الله عنهما) وعن الجميع، ومعهن زين العابدين مريضاً. روي أنه لما قُتل السادة الأخيار، مال الفجرة الأشرار إلى خيام الحريم المصونة، وهتكوا الأستار، فقال بعض من حضر: ويلكم! إن لم تكونوا أتقياء في دينكم فكونوا أحرارا في دنياكم! وذكروا مع ذلك ما يعظم من الزندقة والفجور؛ وهو أن عبيد الله بن زياد أمر أن يُقَوَّرَ الرأس المشرَّفُ المكرَّمُ حتى يُنصب في الرمح، فتحامى الناس عن ذلك، فقام من بين الناس رجلٌ يقال له طارق بن المبارك، بل هو ابن المشوم المذموم، فقوَّره ونصبه بباب المسجد الجامع، وخطب خطبة لا يحل ذكرها.
ويُذكر أن عمرو بن حريث المخزومي قام وطلب من ابن زياد أن يهب له ما ألقي من الرأس ليواريه، فأعطاه ابن زياد إياه، فجمعه عمرو في مطرف خز كان عليه، وحمله إلى داره، وغسَّله وطيَّبه وكفَّنه، ودفنه عنده في داره التي كانت تعرف بدار الخز بالكوفة.
هذه الرواية، وغيرها من الروايات التي تذكر تفاصيل ما حدث للرأس الشريف بعد واقعة كربلاء، تشير إلى هذه الفاجعة الأليمة.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}