حق المرأة المطلقة في البيت

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة، أشعر بما تحملينه من هموم وتساؤلات، وأقدّر حرصكِ على العدل وحقوقكِ وحقوق أطفالكِ، وفي مثل هذه القضايا من المهم أن ننظر للأمر من زاويتين: الأولى هي الزاوية الشرعية والأخلاقية، والثانية هي الزاوية الواقعية والعملية التي تحفظ كرامتكِ وراحة أبنائكِ. من الناحية الشرعية، إذا كان البيت قد تم شراؤه أثناء فترة زواجكما وبمساهمة مالية واضحة منكِ، و كان جزء من ثمنه أو تسديد ديونه من راتبكِ أو من أموال أهلكِ، فأنت لكِ حصة في البيت إذا لم تتنازلي عن هذه الحصة في فترة سابقة، ولا يجوز لأحد أن يتجاهل هذا الحق أو يطالبكِ بالتنازل عنه دون رضاكِ، بل من لا يجوز لزوجكِ أن يتصرف بهذا البيت دون رضاكِ، ومن حقكِ أن تطالبي بالسكن فيه، نعم لأجل لم شمل العائلة والتضحية من قبلكم يمكنكِ أن تقبلي بالسكن في غير هذا المنزل، والأمر لكم. فيمكن أن توسطي من يتواصل مع طليقكِ بهدوء ووضوح، وتشرحي له مشاعرك وحقوقك، وتطلبي منه أن يكون منصفاً في قراره، فالحياة الزوجية لا تستقيم إلا على أساس العدل والاحترام المتبادل، فإذا كان حريصاً على عودتكِ وإستقرار أبنائه، فعليه أن يراعي حقكِ في السكن الكريم، وأن لا يجعل عودتكِ سبباً في ظلمكِ أو شعوركِ بالغبن وأما أهله، فليس لهم أن يفرضوا عليكِ ما يخالف العدل أو يضيع حقكِ، فالأمر بينك وبينه أولاً وأخيراً. أسأل الله أن يكتب لكِ الخير ويهدي قلوبكم لما فيه الصلاح والسكينة بحق النبي الكريم وآله (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين).