علامات السحر والأعمال

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، أحمد الله تعالى أن جوابنا السابق قد نفعك، وهذا من توفيق الله عز وجل. أسأل الله أن يزيل عنك كل هم وغم، وأن يملأ قلبك بالسكينة والطمأنينة. أتفهم تمامًا ما تشعر به من خوف وقلق جراء هذه الأحداث الغريبة التي تصفها في بيتك الجديد، والأحلام التي رأيتها. من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالاضطراب أمام ما لا يفهمه أو ما يثير الرهبة في نفسه. أما بخصوص ما نصحك به أحد السادة من ذبح حية حية وتقطيعها وتركها في البيت، فإن هذا الأمر لا يتوافق مع تعاليم ديننا، وأن هذه الأفعال لا تمت بصلة إلى الشريعة الإسلامية، بل هي أقرب إلى الخرافات والطقوس التي لا أساس لها في ديننا، ولا تجلب نفعًا ولا تدفع ضرًا. إن الاعتقاد بأن مثل هذه الأفعال يمكن أن تزيل السحر أو الشر هو اعتقاد خاطئ، إن الحماية الحقيقية والسكينة والطمأنينة لا تأتي إلا من الله سبحانه وتعالى، وبالالتجاء إليه وحده. إن ما تشعر به من خوف يمكن أن يزول بالتوكل على الله، والالتزام بما أمر به، والابتعاد عما نهى عنه. إليك بعض الخطوات العملية التي يمكنك اتباعها، وهي مستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، وهي الكفيلة بإذن الله تعالى بجلب الطمأنينة والسكينة إلى بيتك وقلبك: أولًا: تقوية الصلة بالله والتوكل عليه: اجعل توكلك على الله مطلقًا، فهو الحافظ والمعين. لا تخاف من شيء سواه، فكل ما في الكون بيده وتحت أمره. ثانيًا: المواظبة على قراءة القرآن الكريم في البيت: إن القرآن نور وهدى وشفاء. احرص على قراءة سورة البقرة كاملة في البيت كل ثلاثة أيام إن استطعتِ، أو على الأقل تشغيلها بصوت مسموع. فإن سورة البقرة لها فضل عظيم في طرد الشياطين وإبطال السحر بإذن الله. واحرصي كذلك على قراءة آية الكرسي والمعوذات (سورة الإخلاص، الفلق، الناس) صباحًا ومساءً وعند النوم. ثالثًا: الإكثار من ذكر الله تعالى: اجعل لسانك رطبًا بذكر الله، قل "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة في اليوم، و"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات صباحًا ومساءً. هذه الأذكار حصن حصين بإذن الله. رابعًا: تطهير البيت من كل ما يغضب الله: تأكد من خلو البيت من أي صور لذوات الأرواح المعلقة التي تمنع دخول الملائكة، ومن أي آلات لهو محرمة، أو أي شيء يخالف الشريعة الإسلامية. اجعل بيتك مكانًا للعبادة والذكر والطاعة. خامسًا: الصلاة في البيت: احرص على أداء صلواتك في وقتها، ويمكنك أداء بعض النوافل في البيت، فإن الصلاة نور وبركة. سادسًا: الاستعانة بالعلماء الثقاة: إذا استمر شعورك بالقلق، يمكنك استشارة عالم دين ثقة ومعروف بتقواه وعلمه، ليقدم لك النصح الشرعي الصحيح، بعيدًا عن الخرافات والبدع. تذكر دائمًا أن الله تعالى أرحم الراحمين، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد. الجئ إليه بالدعاء والتضرع، واطلب منه الحماية والسكينة، فإنه لا يرد دعاء المضطر. أسأل الله أن يحفظك ويحفظ بيتك وأهلك من كل سوء، وأن يملأ قلوبكم بالإيمان والطمأنينة.