logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 3 سنوات

ما هو حكم إقامة مجلس الأربعين للمؤمنين بعد مرور أربعين

ما هو حكم إقامة مجلس الأربعين للمؤمنين بعد مرور أربعين يوما على وفاتهم ؟ ! هل هو مأثور عن أهل البيت ؟ هل هو من السنن المستحبة في الشريعة الإسلامية ؟ أم أنه كما يزعم البعض : " ربما يكون أصلها يهودياً " ؟


إنه لا ريب في استحباب زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه الصلاة والسلام . . وقد دلت على ذلك النصوص ، حتى إن ثمة روايات ذكرت نص الزيارة التي يستحب أن يزور بها المؤمن الإمام الحسين [ عليه السلام ] في هذا اليوم [1] . هذا بالإضافة إلى ما روي من أن من علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ، والجهر ب‌ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين [2] . وقد حكم العلماء باستحباب هذه الزيارة ، فراجع كتبهم رضوان الله تعالى عليهم [3] . فزيارة الأربعين إذن ليس أصلها يهودياً . . 2 - مجلس الأربعين : أما بالنسبة لمجلس الأربعين للمؤمنين ، فهو أيضاً ليس يهودياً ، إذ أن اليهود - حسبما ذكرت بعض المصادر - إنما يعيدون الحداد على فقيدهم بعد مرور ثلاثين يوما ، وبمرور تسعة أشهر ، وعند تمام السنة [1] . على أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما عند اليهود باطلاً ، فقد تكون لديهم بعض الأمور الصحيحة ، التي بقيت من دين موسى . . تماما كما بقيت بعض اللمحات من دين الحنيفية في عرب الجاهلية . . أضف إلى ما تقدم : أن في الروايات الواردة عن أهل البيت [ عليهم السلام ] ما يشير إلى الأربعين ، فقد روي عن أبي ذر ، وابن عباس ، عن النبي [ صلى الله عليه وآله ] قوله : " إن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً " [2] . وقد روي نظير ذلك بالنسبة للإمام الحسين [ عليه السلام ] ، فعن زرارة عن أبي عبد الله : " إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدم ، والأرض بكت عليه أربعين صباحا بالسواد ، والشمس بكت عليه أربعين صباحا بالكسوف والحمرة ، والملائكة بكت عليه أربعين صباحا الخ " [3] . . وعن أبي جعفر [ عليه السلام ] : " ما بكت السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن علي [ صلوات الله عليهما ] ، فإنها بكت عليه أربعين يوماً " [1] . وهناك رواية أخرى عن أبي عبد الله [ عليه السلام ] فراجع [2] . ولسنا هنا بصدد تتبع الروايات . وقد ورد في الروايات : " أن آدم [ عليه السلام ] قد بكى على هابيل أربعين ليلة " [3] . عن محمد بن الوليد قال : " إن صاحب المقبرة سأله عن قبر يونس بن يعقوب قال : من صاحب هذا القبر ؟ فإن أبا الحسن علي بن موسى الرضا [ عليه السلام ] أمرني أن أرش قبره أربعين شهرا ، أو أربعين يوما في كل يوم مرة " [4] . وقال السيد هاشم البحراني في معالم الزلفى : " إذا قبض الله نبياً من الأنبياء بكت عليه السماء والأرض أربعين سنة ، وإذا مات العالم العامل بعلمه بكت عليه أربعين يوما الخ " [5] . وعلى كل حال ، فإن الاجتماع بعد أربعين يوماً إنما يراد به تذكُّر الميت ، وإتحافه بالهدايا عبر الدعاء له بالرحمة والمغفرة ، وإهدائه ثواب قراءة القرآن ، وليس في ذلك غضاضة . . خصوصا إذا لم يقصد التعبد والاستحباب . بل إنه حتى لو قصد ذلك ، استنادا إلى بعض ما ذكرناه آنفا ، مما أشار إلى خصوصية في الأربعين . أو للتأسي بالأئمة في ما أعلنوه من ذكرى أربعين الإمام الحسين [ عليه السلام ] ، على اعتبار أنهم هم الأسوة والقدوة ، إذا لم يثبت أن ذلك مختص بالحسين [ عليه السلام ] . نعم . . لو قصد ذلك استناداً إلى ذلك ، فإن فاعل ذلك لا يكون قد تجاوز الحد فيه ، خصوصا مع الأخذ بقاعدة التسامح في أدلة ما هو من هذا القبيل . 3 - ذكرى الأسبوع : وأما ذكرى الأسبوع فلم نجد - بحسب سبرنا المحدود الناقص جداً للأحاديث - ما يدل على استحباب إقامتها . نعم قد ورد : أن المؤمن يفنن [ لعل الصحيح يفتن ] في قبره سبعة أيام ، والكافر أربعون يوماً [1] . وأما ما دل على الذكرى السنوية ، فهو كثير أيضاً . ومن ذلك : " أن الإمام الرضا [ عليه السلام ] أوصى بثمان مئة درهم لنوادب يندبنه في منى ، في أيام منى ، لمدة عشر سنوات " [1] . وكانت فاطمة [ عليها السلام ] تزور قبر حمزة ، وتقوم عليه . وكانت في كل سنة تأتي قبور الشهداء مع نسوة معها يدعون ويستغفرون [2] . وقد ذكرت بعض الروايات : " أن الإمام الصادق [ عليه السلام ] ناح سنة على بنت له ماتت ، وناح سنة أيضاً على ابن له مات " [3] . والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . .

3