logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 4 سنوات

مجتهد مجاهد . . أم ضال مضل ؟

البعض يتساءل : كيف تحول السيد فضل الله من مجتهد مجاهد إلى ضال مضل لا يفقه شيئاً ، فما تعليقكم على هذا الكلام من جراء معرفتكم الشخصية به ؟ وهل كنتم تنظرون له على أنه مجتهد قبل أن يتحدث في موضوع الزهراء [ عليها السلام ] ؟ .


أولاً : إنه لا يستطيع أحد أن يثبت أنني شخصياً قد أثبت له صفة الاجتهاد في يوم من الأيام ، وإن كان هناك من المراجع والعلماء من نفى عنه صفة الاجتهاد . ثانياً : لم يقل أحد إنه لا يفقه شيئاً . . ثالثاً : إنه إذا كان له حظ من المعرفة في بعض المجالات ، فلا يعني ذلك أن يكون على حق في جميع ما يعتقده ، ويلتزم به في أموره الفكرية ، والإيمانية والعقيدية ، وفي قضايا التفسير ، والفقه ، ومفاهيم الدين وركائزه ومنطلقاته وسائر حقائقه . . بل إن القرآن قد تحدث عن أناس يملكون معرفة عالية بآيات الله سبحانه ، ولكنهم لم يلتزموا بما عرفوا ، ولا سلكوا الطريق الذي تهديهم إليه تلك المعرفة . . رابعاً : وفي جميع الأحوال ، فإن من يراجع تاريخ البشر يجد كثيرين قد بدأوا طريقهم وحياتهم في اتجاه ، ثم بدا لهم أن يغيروا ويبدلوا . . فتجد إنساناً يعيش في الكفر أو الانحراف ثمانين سنة ، ثم يهتدي إلى الإيمان أو إلى طريق الاستقامة . . وقد تجد عكس ذلك أيضاً . . فيكون هناك الملتزم لطريق الحق طيلة عمره ، ثم ينحرف عن سواء الصراط لسبب أو لآخر قد نعلمه نحن ، وقد لا نعلمه . . وتجد في هؤلاء وأولئك العالم وغير العالم ، والعابد وغير العابد ، والمجاهد وغير المجاهد . وفي صحابة الرسول [ صلى الله عليه وآله ] ، وفي أصحاب الأئمة [ عليهم السلام ] . وفي تاريخ الجن أيضاً شواهد يعرفها كل أحد . . ولولا أن التصريح بالأمثلة يدفع الناس إلى اتهامنا بما لا نقصده لصرحنا بها ونحن نستعيض عن التصريح بها بالإعلان بأننا نناقش الأمر بصورة واقعية وعلمية . . ولا نريد وهم أي إنسان بأي شيء مما أوردناه في أمثلتنا . . خامساً : أما موضوع التحول من مجاهد إلى ضال مضل ، فقد اتضح مما أسلفناه حقيقة الأمر فيه ، فإن المجاهد من وجهة نظر الإسلام يحتاج إلى سلامة العقيدة وصحة الإيمان وخلوص النوايا ، والقربة إلى الله . . وليس كل من تصدى لمقارعة العدو يدخل في دائرة " المجاهد " وإلا لدخل في هذه الدائرة كثيرون من غير المسلمين ومن غير المؤمنين والمخلصين .

2