قال الله تعالى : ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ ) ( 1 ) . إن القصر في السفر واجب ، وكلمة لا جناح تفيد أنه رخصة ، فكيف نوفق بين الأمرين . .
بما أن الناس يتوهمون : أن إسقاط نصف الصلاة أمر غير
معقول ، وسيجدون أنفسهم مقصرين بل ومذنبين في حق الله تعالى وقد يصل بهم الأمر إلى العزوف حتى عن السفر أصلاً لأن السفر - بزعمهم - سيؤدي إلى هذا الأمر الذي لا يحبه الله .
نعم ، من أجل ذلك جاء التطمين الإلهي لهم لرفع هذا التوهم . . وليفهمهم أن قصر الصلاة ليس فيه أي جناح ، وأن أوهامهم لا مبرر لها . .
وهكذا يقال أيضاً بالنسبة لتوهم عدم جواز الطواف بالصفا والمروة لمن حج البيت أو اعتمر ، فجاء التطمين الإلهي لهم ، حيث قال تعالى : ( فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) [1] .