logo-img
السیاسات و الشروط
( 25 سنة ) - العراق
منذ شهرين

تحديات الشباب في الريف

السلام عليكم مولاي اني اهلي بينهم هواي مشاكل اغلب يومهم مشاكل يأثرون علي وعلى اخوتي توصل بينهم للطلاق بس احنه ما نتدخل بينهم بس مولاي عندي ابوي او امي مرات يتدخلون بية مثلا بدراستي او بشغلي يكلولي سوي هيج ولا تسوي هيج واذا اسوي غير الي يريدون يزعلون مولاي اني عمري 21 سنة وإلي ضروفي وإلي معرفتي واعرف شنو اسوي وشوكت وليش اسوي مثلا امتحانات مرات تجي صعبة اضطر اجل ومن اجل يزعلون ويمنعوني من الشغل كاعد بالبيت اني اشتغل حته لو ما يقبلون اريد اكون نفسي ويزعلون اقل شي يزعلون مولاي ضميري ياكلني علي شي من زعلهم ابقه اسوي الي اشوفه صح ومناسب الي ويناسب ضروفي حتى اطلع نتيجة افضل واشتغل بالمكان الصح لو اسوي نفس ما هم يريدون اطلع نتيجة مو زينه وايقه كاعد بالبيت ما اكون واطور من نفسي مولاي احنه ريف وهم يريدوني اعيش نفس ما جانويعيشون بس اني اريد اطور نفسي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، واضح جداً حجم الضغط الذي تعيشه بين مشاكل الأهل اليومية وتأثيرها على نفسيتك وعلى إخوتك، وأيضاً بين رغبتك في تطوير نفسك واستقلالك، وبين حرص والديك وتدخلهم في قراراتك، ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان في مثل سنك بالحيرة بين طاعة الوالدين وبين تحقيق الذات، وخاصة عندما يكون الأهل متمسكين بعادات وتقاليد قد لا تتناسب مع متطلبات العصر أو طموحات الأبناء. لكن، اعلم - ولدي - أن حرص الأهل وتدخلاتهم إنما لخوفهم عليك، ورغبتهم في أن يروك على أحسن حال، وإن خانهم التعبير أو التصرف، إلا إن كل ذلك ينصب في حبهم لك. وأول ما أنصحك به هو أن تحافظ على احترامك لوالديك مهما كان الخلاف في وجهات النظر، فبرّ الوالدين من أعظم القربات إلى الله تعالى، ولكن البر لا يعني أن تلغي شخصيتك أو تتخلى عن طموحاتك المشروعة، وعليك أن توازن بين الأمرين: لا تواجههم بعناد أو قسوة، بل حاول أن تشرح لهم بهدوء وصدق أسباب قراراتك، وبيّن لهم أنك تقدر حرصهم وخوفهم عليك، ولكنك أيضاً تدرك ظروفك وتعرف ما يناسبك في دراستك وعملك. وإذا اضطررت لتأجيل الإمتحانات أو إختيار عمل معين، فافعل ذلك بعد دراسة وتفكير، وكن صادقاً معهم في شرح الأسباب، واطلب منهم أن يثقوا بحكمتك. وأحياناً يحتاج الأهل إلى وقت حتى يتقبلوا فكرة أن أبناءهم كبروا وأصبحوا قادرين على إتخاذ قراراتهم، ولا تجعل شعور الذنب يسيطر عليك إذا كان ما تفعله ضمن حدود الشرع والأخلاق، ولا يحمل ضرراً حقيقياً لهم أو لك. كما أن شرعاً تكون المخالفة للوالدين حراماً إذا كانا يخافان شفقة عليك، وإلا فيجوز لك التصرف، ولذلك فإن المهم أن لا يكون في قراراتك عقوق أو إساءة، بل اجعل نيتك دائماً الإصلاح والتطوير مع الحفاظ على صلة الرحم. وبالنسبة عن المشاكل بين والديك، فحاول أن تكون عنصر هدوء وسلام في البيت، ولا تدخل في خلافاتهم بشكل مباشر، ولكن يمكنك بالدعاء والكلمة الطيبة أن تخفف من حدة التوتر. واعمل على تطوير نفسك بالعلم والعمل الشريف، فهذا حقك وواجبك، ولا تجعل الخوف من عدم ارتياحهم يمنعك من بناء مستقبلك، ما دمت تحافظ على إحترامهم وتطلب رضاهم قدر المستطاع. أسأل الله أن يشرح صدرك ويصلح حال أهلك ويكتب لك التوفيق والسداد في كل الأمور بحق النبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين.