logo-img
السیاسات و الشروط
( 33 سنة ) - السعودية
منذ شهر

أثر ظلم الأب

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته / هل الأب الذي يكون غير متعلم من القدامي و عاش حياة صعبة في زمن لايوجد كان فيه أجهزة التكييف ( المكيف) و لا الأجهزه الحديثة وهو دائما مشاعره عصبي و يغضب بسرعة و كان يظلم و يؤذي زوجته و أبنائة لسنين طويلة بحيث أثر على نفسية أبنائة و لايستطيعون المواظبة على الصلاة بسبب الأذية هل يعاقب الاب الغير متعلم الذي يظلم زوجته و أبنائه في القبر؟ و هل يعاقبون الأبناء و الزوجة اذا تركو الصلاة في القبر؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إنّ الظروف الصعبة التي عاشها الآباء في الأزمنة الماضية، وقلة التعليم، وضيق العيش، ليست مبرراً للظلم أو الأذى، فالله تعالى جعل لكل إنسان عقلاً وضميراً، وميّزه بالقدرة على التمييز بين الخير والشر، ومن المؤكد أن المسؤولية تختلف بحسب العلم والقدرة، ولكن الظلم يبقى ظلماً، والله سبحانه لا يرضى به أبداً، وقد توعّد الظالمين بعقاب شديد في الدنيا والآخرة، إلا أن رحمته واسعة، ويعلم خفايا النفوس وظروف كل إنسان. أما عن الأب الذي يظلم زوجته وأولاده، فإن كان ذلك عن عمد وإصرار، ولم يتب أو يعتذر أو يصلح ما أفسد، فهو مسؤول أمام الله تعالى، ويحاسب على أفعاله، سواء في القبر أو يوم القيامة، لأن الظلم من الكبائر، ولا يُعذر فيه الجاهل أو قلة التعليم إذا كان الإنسان يدرك بفطرته سوء فعله. أما بالنسبة للأبناء والزوجة الذين تأثروا نفسياً من هذا الظلم حتى تركوا الصلاة، فاعلمي أن الصلاة عمود الدين، وتركها ذنب عظيم، ولكن الله تعالى أرحم الراحمين، ويعلم حجم الألم والضغوط النفسية التي مرّوا بها، ومع ذلك لا يسقط التكليف عنهم، بل عليهم أن يجتهدوا في العودة إلى الصلاة، ولو بالتدريج، ويطلبوا من الله العون والشفاء من آثار الظلم. من ترك الصلاة متعمداً مع علمه بوجوبها، فهو مسؤول أمام الباري سبحانه، ولكن من كان في حالة نفسية شديدة أو اضطراب عقلي(فاقد الإدراك) يمنعه من أداء الصلاة، فحكمه يختلف بحسب حالته، والله أعلم بعباده. أنصحكِ أن تفتحي باب الرحمة لنفسكِ ولمن حولكِ، وأن تسعي للشفاء النفسي، وتطلبي من الله القوة للعودة إلى الصلاة، فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد. والمطلوب هو الاستغفار والتوبة النصوح لتقصيرنا، ومحاولة البر بالوالدين وإن ظلمونا فإن حقوقهم من أشد الواجبات التي قرنها الله سبحانه به. أسأل الله أن يفرّج همومكم ويهدي قلوبكم إلى الصلاح والسكينة. دمتم بحفظ الله ورعايته.