logo-img
السیاسات و الشروط
أحمد ( 22 سنة ) - البحرين
منذ أسبوعين

البحث حول شخصية جمال الدين الأفغاني وأثره

بسم الله الرحمن الرحيم أريد أن أعد بحث عن السيد جمال الدين الافغاني أفيدوني بمصادر تتحدث عن هذه الشخصية أريد أفضل المصادر وأريد الأصح وشكرًا


أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ولدي العزيز، جاء في أعيان الشيعة، للسيد محسن الأمين، ج٤، ص(٢٠٦): السيد جمال الدين ويقال محمد جمال الدين ابن السيد صفدر الحسيني الهمذاني الأسدآبادي الشهير بالسيد جمال الدين الأفغاني ولد في شعبان سنة (١٢٥٤هـ) في أسدآباد من توابع همذان وتوفي في شوال سنة (١٣١٤هـ) أو سنة (١٣١٥هـ) في استانبول وصلي عليه في جامع التشويقية ودفن في مقبرة شيخلر مزارلغي أي مقبرة المشايخ التي تختص بقبور الأولياء والعلماء على مقربة من الجامع المذكور. (والأسد آبادي) نسبة إلى أسدآباد قرية على بعد سبعة فراسخ من مدينة همذان إلى جهة العراق بين همذان وكرمانشاه فيها نحن ٨٠٠ بيت وعدد سكانها نحو ٤٠٠٠ نسمة. سبب وفاته اختلف في سبب وفاته على أقوال لا يرجع أكثرها إلى مستند، فتلميذه صادق خان البروجردي الآتي ذكره يقول فيما نقله عنه السيد صالح الشهرستاني في مجلة العرفان: لما وصلت إلى الآستانة علمت أنه مات مسموما في فنجان قهوة، وجرجي زيدان والشرقاوي يقولان انه توفي بمرض السرطان الذي أصابه في فكه، والشيخ مصطفى عبد الرزاق المصري يقول إنه لقح في شفته بمادة سامة سببت له حالة تشبه السرطان، والسيد هبة الدين الشهرستاني يقول في بعض مذكراته: اتهم السلطان عبد الحميد بالايعاز إلى الطبيب الذي أجرى له في حلقه عملية جراحية فقطع منه الوريد. ويقول الأمير شكيب أرسلان فيما علقه على كتاب حاضر العالم الإسلامي أنه ظهر في حنكه مرض السرطان فأمر السلطان عبد الحميد كبير جراحي القصر قمبور زاده إسكندر باشا وهو مقرب عند السلطان عبد الحميد جدا أن يجري له عملية جراحية لم تنجح ومات بعد أيام قلائل فقيل إن العملية لم تعمل على الوجه اللازم لها عمدا وقيل لم تلحق بالتطهيرات الواجبة فنا، وينقل عن صديقه الكونت لاون استروروع المستشرق أنه حدثه في لوزان أن المترجم كان صديقه فدعاه إليه بعد إجراء العملية الجراحية وقال له أن السلطان أبى أن يتولى العملية إلا جراحه الخاص وأنه هو رأى حاله ازدادت شدة بعد العملية فيرجو منه أن يرسل إليه جراحا فرنسويا طاهر الذمة لينظر في عقب العملية فأرسل اليه الدكتور (لاردي) فوجد أن العملية لم تجر على وجهها ولم تعقبها التطهيرات اللازمة وأن المريض قد أشفى، قال: وقال لي واحد ممن كانوا في خدمة عبد الحميد وقد رويت له هذه القصة أن قمبور زاده إسكندر باشا كان أطهر وأشرف من أن يرتكب مثل تلك الدناءة لكن كان رجل عراقي اسمه جارح طبيب أسنان يتردد كثيرا على جمال الدين ويعاين له أسنانه وكانت نظارة الضابطة قد جعلت جارحا هذا جاسوسا على المترجم، قال لي صاحب هذه الرواية فأردت أن أمنع جارحا من الاختلاط بجمال الدين فأشار إلي ناظر الضابطة أن أتركه ولم تمض أشهر حتى ظهر السرطان في فك المترجم من الداخل وأجريت له عملية جراحية فلم تنجح، وجارح هذا ملازم للمريض، وبعد موته كنا نراه دائما حزينا كئيبا كاسف البال واجم الوجه خزيان بما جعلنا نشتبه في أن يكون ذا يد في إفساد الجرح أو في توليد المرض نفسه، لا أجزم بكونه هكذا فعل لكنني أجزم بأنه كان جاسوسا على المترجم (انتهى). وكل هذه الأقوال المتضاربة حدس وتخمين لا يستند واحد منها إلى دليل ويقع مثلها من الناس في أمثال هذه المقامات والظاهر أنه مات حتف انفه بمرض السرطان أو غيره. هو إيراني لا أفغاني أما نسبته إلى الأفغان واشتهاره بالأفغاني فمن المشهورات التي لا أصل لها - ورب مشهور لا أصل له - وسبب اشتهاره بذلك أنه نسب نفسه إلى الأفغان في مصر وخلافها لا إلى إيران تعمية للأمر، ولولا ذلك لما سمي بحكيم الإسلام وفيلسوف الشرق، ولا كانت له هذه الشهرة الواسعة، ولا أنزله الصدر الأعظم علي باشا في استانبول منزلة الكرامة، ولا أقبل عليه بما لم يسبق لمثله، ولا عظمه الوزراء والأمراء ولا عين عضوا في مجلس المعارف ولا أجرت له حكومة مصر ألف قرش مصري مشاهرة ولا عكف عليه الطلبة للتدريس في مصر، ولا تمكن الشيخ محمد عبده أن يصاحبه ويأخذ عنه ويتخذه مرشدا وصديقا حميما إلى غير ذلك مما يأتي. ومع ذلك فقد انتدب بعض المصريين لذمه في كتاب مطبوع رأيت اسمه ولم أره سماه فيه بكلب العجم. ويقال إنه سئل عن سبب قوله أنه أفغاني فأجاب بأن ذلك للتخلص من مضايقة مأموري إيران في الخارج ولكن الصواب ما مر. ومن هنا يلزم أن لا يعتمد على المشهورات دينية كانت أو عادية قبل البحث والتنقيب والتحقيق والتمحيص، خصوصا ما يوافق الميول المذهبية والعقائد الخاصة. فهذا الرجل قد ترجمه تلميذه وخريجه الشيخ محمد عبده المشهور في صدر رسالة المترجم في الرد على الدهرية، وبالطبع قد تلقى هذه المعلومات من أستاذه المذكور كما يدل عليه قوله الآتي: وانا نذكر مجملا من خبره نرويه عن كمال الخبرة وطول العشرة قال في جملة ما قال: هو من بيت عظيم في بلاد الأفغان يتصل نسبه بالسيد علي الترمذي المحدث المشهور ويرتقي إلى سيدنا الحسين بن علي. وآل هذا البيت عشيرة وافرة العدد تقيم في خطة (كنر) من أعمال كابل تبعد عنها مسيرة ثلاثة أيام ولهذه العشيرة منزلة علية في قلوب الأفغانيين لحرمة نسبها وكانت لها سيادة على جزء من الأراضي الأفغانية تستقل بالحكم فيها وانما سلب الامارة من أيديها دوست محمد خان أحد امراء الأفغان وأمر بنقل السيد جمال الدين وبعض أعمامه إلى مدينة كابل وانه ولد السيد جمال الدين في قرية (أسعدآباد) الصواب أسدآباد - من قرى (كنر) وانتقل بانتقال أبيه إلى مدينة كابل وانه دخل في سلك رجال الحكومة على عهد الأمير دوست محمد خان ولما زحف الأمير إلى هراة ليفتحها على السلطان أحمد شاه صهره وابن عمه سار السيد جمال الدين معه في جيشه ولازمه مدة الحصار إلى أن توفي الأمير وفتحت المدينة وتقلد الامارة ولي عهدها شير علي خان سنة (١٢٨٠هـ) وأشار عليه وزيره محمد رفيق خان أن يقبض على إخوته وكان منهم في الجيش ثلاثة محمد أعظم ومحمد أسلم ومحمد أمين وكان هوى السيد جمال الدين مع محمد أعظم فأحسوا بذلك وفروا كل إلى ولايته التي كان يليها أيام أبيه وبعد مجالدات عنيفة عظم أمر محمد أعظم وابن أخيه عبد الرحمن وتغلبا على عاصمة المملكة وأنقذا محمد أفضل والد عبد الرحمن من سجن غزنة وسمياه أميرا على أفغانستان ومات بعد سنة وقام في الأمارة بعد شقيقه محمد أعظم وارتفعت منزلة السيد جمال الدين عنده فاحله محل الوزير الأول وعظمت ثقته به فكان يلجأ لرأيه في العظائم وما دونها - على خلاف ما تعوده امراء تلك البلاد من الاستبداد المطلق وعدم التعويل على رجال حكومتهم - وكادت تخلص حكومة الأفغان لمحمد أعظم بتدبير السيد جمال الدين لولا سوء ظن الأمير بالأغلب من ذوي قرابته الذي حمله على تفويض مهمات الأعمال إلى أبنائه الأحداث فساق الطيش أحدهم وهو حاكم قندهار على منازلة عمه شير علي في هراة، فلما تلاقى مع جيش عمه دفعته الجرأة على الانفراد عن جيشه في مائتي جندي واخترق بها صفوف أعدائه فأوقع الرعب في قلوبهم وكادوا ينهزمون لولا أن يعقوب خان قائد شير علي التفت فوجد ذلك الغر المتهور منقطعا عن جيشه فكر عليه واخذه أسيرا وتشتتت جند قندهار وحمل شير علي على قندهار واستولى عليها وبعد حروب هائلة تغلب شير علي وانهزم محمد أعظم وابن أخيه عبد الرحمن فذهب عبد الرحمن إلى بخارى وذهب محمد أعظم إلى إيران ومات بعد أشهر في نيسابور وبقي السيد جمال الدين في كابل ولم يمسه الأمير بسوء احتراما لعشيرته إلا أنه لم ينصرف عن الاحتيال للغدر به فرأى السيد جمال الدين خيرا له أن يفارق بلاد الأفغان فاستأذن للحج فإذن له على شرط أن لا يمر ببلاد إيران كيلا يلتقي فيها بمحمد أعظم فارتحل عن طريق الهند سنة (١٢٨٥هـ) إلى أن قال: اما مذهبه فحنيفي، حنفي طبعا لأن الغالب على الأفغانيين المذهب الحنفي قال وهو وإن لم يكن في عقيدته مقلدا لكنه لم يفارق السنة الصحيحة مع ميل إلى مذهب الصوفية (انتهى محل الحاجة). وكل ذلك لا نصيب له من الصحة بل يشبه قصص ألف ليلة وليلة والظاهر أن جمال الدين كان يملي هذه القصص على تلميذه الشيخ محمد عبده مبالغة في تعمية الأمر وإغراقا في اثبات أنه أفغاني. فالرجل إيراني أسدآبادي همذاني لا أفغاني ولا كابلي ولا كنري بل لعله لم ير الأفغان ولا كابل في عمره، وعشيرته في أسدآباد حتى اليوم لم تكن لها سيادة على جزء من ارض الأفغان ولا دخل الأفغان واحد منها). ويتابع السيد الامين إلى ص(٢١٦) عن حياته فراجع، وهناك الكثير ممن كتب سيرته الشخصية مثل شيخ الازهر محمد عبده، وغيره. ودمتم في رعاية الله وحفظه.