هناك من يحاول أن ينسب إلى الشيخ الصدوق [ رحمه الله ] : أنه يقول
بجواز السهو على النبي [ صلى الله عليه وآله ] ، وأنه يسهو كما يسهو غيره من البشر . .
والحقيقة هي أنه [ رحمه الله ] لم يقل بجواز السهو على النبي ، بل قال : إنه يجوز الإسهاء للنبي .
والفرق بين الكلامين واضح ، فإن الإسهاء هو فرض السهو على الطرف الآخر ، فهو فعل إلهي يوقعه على من يشاء من عباده ، من موقع قدرته تعالى ، ومالكيته لكل شيء . أي أنه يوقعه قهراً وجبراً حتى على من لو خلي وطبعه لم يحصل منه ذلك ، بل يبقى ملتفتاً للأمور ، وراصداً وحافظاً لنفسه منها . أما السهو ، فهو مقتضى طبيعة البشر ، حيث تعرض لهم أمور كهذه لأكثر من سبب . .
وقد قلنا في كتابنا " الصحيح من سيرة النبي الأعظم " [ صلى الله عليه وآله ] : إن الصدوق [ رحمه الله ] قد يكون ناظراً إلى أن الله سبحانه قد يفعل ذلك بأنبيائه لكي لا يغلو الناس فيهم ، فيعتقدون ألوهيتهم . . ويعبدونهم . .
وقد رد العلماء عليه هذا القول ، ولم يقبلوه منه ، فمن أراد المزيد فليرجع إلى كتب علم الكلام .