logo-img
السیاسات و الشروط
بنين ( 23 سنة ) - العراق
منذ شهرين

الظلم والأهل في الدين

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته سيد عندي سؤال ،احنه دائما من نسأل مرجع او احد مختص بأمور الدين عن ظلم الاهل يكولون المفروض نصبر ونبقى نحبهم بس ليش محد يحجي عن العقاب الي راح يعاقبة رب العالمين لذولة الي ظلمونه حتى لو كان الام والاب محد يحجي عن حقوق الولد على امه وابوه بس نسمع عن حقوق الاهل ويكولون حرام الانسان يكره امه او ابوه بس اني كأي انسناه طبيعية راح اكره انسان ظلمني واني حالياً اعتبر روحي يتيمه الاب وهو موجود بالدنيا على كد ما شفت من عندة ظلم سؤالي هو هل رب العالمين يحاسبني على هاي المشاعر جزاكم الله خير الجزاء


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة ان من الاخلاق الذميمة التي نهت عنها الشريعة المقدسة هي الظلم واشد انواعه هو ظلم الاخرين لاسيما الضعفاء منهم فقد ورد النهي الكثير والتحذير من ان يتصف المؤمن بهذ الخلق السيء فقد جاء في القران الكريم الايات الكثيرة التي بينت عاقبة الظالمين وحذرت من الاتصاف بصفاتهم منها على سبيل المثال قوله تعالى ( وَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) ال عمران ٥٧ وقوله تعالى ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَ شَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )ال عمران ٨٦. وقوله تعالى ( قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى‏ مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) الانعام ١٣٥ وايضاً قوله تعالى في سورة الشورى ( تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) الشورى ٢٢ وغيرها الكثير من الايات الناهية عن الظلم وايضاً ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وعن اهل بيته الاطهار الكثير من الروايات التي تنهى عن ارتكاب الظلم والاتصاف بهذه الصفة السيئة منها عن أبي بصير: قال دخل رجلان على أبي عبد الله (عليه السلام) في مداراة بينهما ومعاملة فلما أن سمع كلامهما، قال: أما انه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم ثم قال: ( من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به أما انه إنما يحصد ابن آدم ما يزرع وليس يحصد أحد من المر حلوا ولا من الحلو مرا فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما .) وايضاً عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ). فعلى الانسان المؤمن ان يجنب نفسه قدر ما يستطيع من الوقوع في مصائد الشيطان وشباكه حيث يزين له القبيح فيوقعه فيه. ولذلك مسألة الظلم حتى لو كانت من الأب تجاه أبناءه، فإن المولى سبحانه لا يضيع عنده شيء، ولكن على الأبناء أن يقدروا منزلة الوالدين، فقد عظّم الله سبحانه الوالدين عندما قرن في كتابه الكريم بوجوب برّ الوالدين والإحسان إليهما مع وجوب عبادته، وحرّم جميع ألوان الإساءة إليهما صغيرها وكبيرها، فقال تعالى: {وقَضى ربُّكَ ألّا تَعبدُوا إلّا إيّاهُ وبالوالدينِ إحسَانا إمّا يَبلغُنَّ عِندكَ الكِبرَ أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما أُفٍّ ولا تَنهرهُما وقُل لهُما قَولاً كرِيماً}.( الإسراء: آية٢٣). وأمر بالإحسان إليهما والرحمة بهما والاستسلام لهما، فقال تعالى: { واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ وقُل ربِّ ارحَمهُما كما ربَّيانِي صَغِيراً}.( الإسراء: آية٢٤)، وقرن اللّه تعالى الشكر لهما بالشكر له، فقال: {أنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ إليَّ المصِيرُ }.( لقمان:آية١٤). واعلم أيها الإنسان أنّ الله تعالى أوصى ببرّ الوالدين وإن كانا مشركين فكيف بمَن كانا مسلمين وموالين لأهل البيت (عليه السلام)، إلّا أنّه لهما هفواتهما وزلاتهما التي لا يخلو منها أحد غير المعصومين (عليهم السلام )، وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف فقال : ﴿وَصَاحِبهُما في الدُّنيا مَعرُوفاً﴾( لقمان:آية١٥) ومعنى المصاحبة بالمعروف هو عدم الإساءة إليها قولاً أو فعلاً وإن كانا ظالمين له، وفي النص: "وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل: غفر الله لكما". (الكليني، الكافي:ج٢، ص١٥٨). فتركه يعدّ تنكراً لجميله عليه، فعليكم بصلتهما واحترامهما وعدم التجاوز عليهما، بل عليكم الدعاء لهما بالهداية. كما إنّ هذه الدنيا دَين فما تفعله مع والديكِ سيُرد إليكِ في المستقبل. واعلمي أنّ هذا البر قد يكون هو سبب سعادتكِ في الدنيا والآخرة. دمتم في رعاية الله وحفظه.