وجود الله

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اهلا بكم اخي محسن لا شك ان الشيطان من امنياته ان يسعى في اضلال الناس عن ايمانهم بالله تعالى فيحاول بين الحين والاخرة اثارة امور قد يجد الانسان العادي الصعوبة في الاجابة عنها وبالتالي يدب الشك الى قلبه وشيئا فشيئا ينتصر الشيطان ويحصل على شخص يجنده ويكون من انصاره في اضلال الناس والعياذ بالله ولكن انت وامثالك من الشباب الواعي يقطع الطريق امام الشيطان ويحاول ان يبحث ويسال ولا يقرر من عند نفسه بل يجد ويجتهد حتى يتعلم ولا يكون لقمة سهلة للشيطان بل يكون غصة للشيطان ويتعبه ولا يتاثر بشكوك الشيطان ومن هنا اريد ان اؤكد على سعيكم انك لابد ان تكون في كل شؤونك طالبا ومتعلما جيدا حتى تصل الى مراتب علمية ومعرفية في التوحيد والعقيدة وتكون شيئا فشيئا عارفا بهذه التفاصيل المهمة وتنفع نفسك وتنفع الاخرين اما جوابا على اسئلتكم فنقول: السؤال الاول: كيف الله تعالى قبل كل شيء وقبل العدم ؟ اننا نسال سؤالا ويتضح منه جواب سؤالكم ان العدم متى يتصور اي متى نقول هناك عدم ؟ الجواب ان العدم نتصوره بالنسبة الى شيء لم يكن موجودا فنقول مثلا حفيدي الان معدوم ولكن بعد سنين سيوجد فعندما تصورنا شيء سيوجد تصورنا انه الان معدوم وليس بموجود وهذا يعني ان العدم المطلق لايمكن ان يتصور لانا نعرف العدم عندما نعرف شيء سيوجد اما اذا هناك شيء موجود ولا يمكن ان يطرا عليه العدم في اي حال من الاحوال فهذا لا معنى ان نقول انه قبل العدم لان العدم في حقه لا يتصور اصلا وهنا ناتي لسؤال اهم من السابق وهو ان الله تعالى وهو الذي لا يتصور في حقه العدم وهو دوما موجود ولا يمكن ان يكون الا موجودا لماذا هو هكذا دوما موجود ولا يمكن ان يكون معدوما ؟ والجواب : اننا نعلم ان هذا العالم بكل تفاصيله في هذا الكون الفسيح من المجرات والنجوم والكواكب وكل المخلوقات وكل ما في هذا العالم كل هذا كان معدوما وهناك من اعطاه الوجود فهذه المخلوقات كلها تحتاج الى من يعطيها الوجود ويجعلها موجودة وهذه كلها فقيرة فلابد ان يكون هناك شيء غني وليس فقيرا مثل هذه الاشياء اي انه لابد ان يكون هناك شيء موجود دائما وليس محتاجا الى من يعطيه الوجود وهو الغني المطلق ولا فقر عنده وهذا الذي لا فقر عنده هو عين الوجود هو نبع الوجود فهذا الذي هو عين الوجود وهو نبع الوجود لا يحتاج من يعطيه الوجود ومن هنا نفهم ان الله تعالى هو الغني المطلق وهو نبع الوجود وهو الذي يعطي الوجود لكل خلقه فلا يوجد عدم خلفه حتى يحتاج الى من يعطيه الوجود لانه تعالى غني مطلق ولا فقر فيه واذا قلت لماذا لا يكون هو ايضا فقيرا للوجود نقول لك طيب نفترض كما تقول انه يفتقر الى الوجود ايضا وليس هو غني مطلق ونسالك من اعطاه الوجود ستقول هناك من هو اعظم منه اعطاه الوجود وهذا جيد فنقول لك هل هذا الذي اعطاه الوجود هو عين الوجود وهو الغني الذي لا يفتقر الى شيء يعطيه الوجود ام هناك من اعطاه الوجود ان قلت لنا ان هذا هو حقيقة الوجود قلنا لك جيد وقد وصلنا الى ما نريد فان هذا هو الله تعالى وهو الغني المطلق اما اذا قلت هذا ايضا اخذ الوجود من شيء اخر ننقل الكلام اليه فلابد ان ننتهي انا وانت الى من هو الغني المطلق الذي لا يفتقر الى شيء ولا يحتاج الى من يعطيه الوجود وهو عين الوجود وحقيقة الوجود ولاعدم قبل ويثبت المطلوب ان الله تعالى هو الغني ونحن الفقراء الى الله واذا احببتم ان ابين لكم الفكرة بمثال بسيط كي تتضح الصورة اكثر احمد شاب نشيط استيقظ صباحا وشرب الشاي وكان الشاي شديد الحلاوة وهنا سال اباه لماذا الشاي حلو فاجاب الاب ان الشاي حلو لانه قد اضيف اليه السكر فصار حلوا وهنا سال احمد اباه سؤالا اخر ولماذا السكر حلو هل اضيف له شيء فصار حلوا فاجاب الاب ان السكر هو حلو من ذات نفسه ولم يضاف له شيء حتى يصير حلوا بل هو حلو بنفسه ولا تنفك عن السكر الحلاوة واذا سلبت الحلاوة عن السكر لم يكن سكرا ابدا فالسكر هو ماكان حلوا بذاته ولم ياخذ الحلاوة من شيء اخر (انتهى المثال) فهنا نفهم ان الوجود بالنسبة لله تعالى شيء من ذاته ولا ينفك عنه الوجود ولو اخذ الوجود من غيره ما كان هو الله الغني المطلق ولابد ان ذاك الذي اعطاه الوجود هو الله الخالق الغني المطلق. السؤال الثاني: كيف تكون لله تعالى القوة المطلقة؟ اتضح مما سبق ان الخالق لابد ان يكون غنيا مطلقا ولا يمكن ان يكون مفتقرا لشيء من الاشياء وهو القادر على كل شيء وهو القادر على خلق المجرة كما هو القادر على خلق الجرة وهو القاهر فوق عباده وامره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فاذا افترضت ان الخالق يفتقر الى شيء اي شيء فهذا ليس هو الخالق فان هذا محتاج والخالق لا يحتاج الى شيء ابدا لنفس الفكرة التي بيناها في اصل الوجود فكذلك في كل ما يقدر عليه الخالق . ومن هنا يقول الله تعالى في كتابه الكريم ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) (فاطر:15) فالله تعالى هو الغني المطلق وكل خلقه فقراء اليه في كل تفاصيل حياتهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. اسال الله لكم التوفيق اخي محسن والمجيب بخدمتكم في كل ما تحبون معرفته ولا تتردد في السؤال عن اي شيء فانك ستجد آذان صاغية لكم تكون بخدمتكم . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته