استراتيجيات للتغلب على الإيذاء النفسي في بيئة العمل
انا طبيبة بالعمل اكو وحده ويايه تؤذيني نفسيًا بخبثها و كلامها المؤذي و افعالها
و انا لا ابدي اي ردة فعل اخاف تتسبب خلافات و كذلك شخصيتي ضعيفة متقوى على المشاكل و ما اعرف ارد و اتمشكل اخاف حيل
ف هي زادت بسبب سكوتي ،ايامي صارت سوداء و لا استطيع ان اكل و اشرب بهنى و ابكي بأوقات كثيرة و لا انام الليل من القهر و الكبت الـ بداخلي بسبب اذيتها الظاهره و الباطنة عليه
و الابتعاد عنها بنقل مكان عملي صعب
محتاجة توجيهكم و ارشادكم الي
و جزيل الشكر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، إن ما تصفينه في شخصيتكِ ليس ضعفاً بقدر ما هو ميلٌ أصيل إلى السلام وتجنب الخصومات، وهذه صفة محمودة في أصلها، لكنها حين تكون مجردة من الحزم، قد تُغري النفوس المريضة بالتمادي. فالقوة الحقيقية ليست في الصراخ أو المشاكل، بل في الصلابة الهادئة والقدرة على حماية حدود النفس بوقار.
إن مصدر قوتكِ الأول والأساس هو في علاقتكِ بالله تعالى. قبل أن تفكري في كيفية الرد عليها، حصّني نفسكِ من الداخل. اجعلي من صلاتكِ وذكركِ لله درعاً يحمي قلبكِ. حين تشعرين بالضيق والقهر، لا تتركيه يتراكم في صدركِ، بل ابسطي يديكِ إلى السماء وناجي ربكِ، فهو سبحانه يرى ويسمع، وبيده أن يربط على قلبكِ ويفرغ عليكِ صبراً. تذكري أن قيمتكِ وكرامتكِ هبة من الله، لا يملك أي إنسان على وجه الأرض أن ينتقص منها بكلماته أو أفعاله، إلا إذا سمحتِ أنتِ لذلك بأن ينفذ إلى أعماقكِ.
أما في التعامل معها، فالمطلوب ليس الدخول في حرب، بل رسم حدود واضحة بهدوء وحكمة. إن صمتكِ الحالي هو صمت الخوف الذي يزيدها جرأة، والمطلوب منكِ هو "صمت القوة". حين توجه لكِ كلاماً مؤذياً، انظري إليها نظرة هادئة وثابتة وخالية من الانفعال، ثم أشِيحي بوجهكِ عنها واستمري في عملكِ وكأن شيئاً لم يكن. هذا النوع من التجاهل الواعي أشد عليها من ألف كلمة، لأنه يوصل لها رسالة مفادها: "أنتِ وكلماتكِ لا قيمة لكما عندي ولا قدرة لكما على التأثير فيّ".
وإن استدعى الأمر كلاماً، فليكن قصيراً وحاسماً ومهنياً. لا تدخلي معها في جدال شخصي. إذا تدخلت فيما لا يعنيها، يمكنكِ القول بنبرة محايدة: "أرجو أن نلتزم بحدود الزمالة المهنية"، أو "هذا الأمر خاص بي". قوليها بهدوء ولكن بحزم، ثم انصرفي. لا تبرري، لا تشرحي، ولا تظهري أي انفعال.
ليكن هدفكِ ليس تغييرها أو الانتصار عليها، فإصلاح النفوس بيد خالقها، بل هدفكِ هو حماية نفسكِ وكرامتكِ. ركّزي على عملكِ الذي هو أمانة في عنقكِ، وعلى مرضاة ربكِ، واعلمي أن الله تعالى يدافع عن الذين آمنوا، وسيجعل لكِ من كل ضيق مخرجاً.
أسأل الله أن يربط على قلبكِ ويمنحكِ السكينة والقوة.